الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

 ................

رافت ابوطالب

.................



النافذة:
الفرق بيننا كعرب وبين الأخرين اننا ننظر من النافذة
جميعنا كل يقف في نافذته ينظر إلى الارض
والارض تتغيير من التفاعلات الزراعية والصناعية والبحثية كل يوم
وعلى الارض يقوم الأخر بصناعة التطور العسكري والتطور التكنولوجي في كل المجالات ونحن ننظر من النافذة
يتسابق الجميع في كل المجالات حتى الرياضية منها
ونحن ننظر من النافذة
وحتى لا نتعب انفسنا فقد طلبنا من الأخر ان يسكن ارضنا ليكون السوق قريبا منا
وكل ما نفعله ان نرسل الخادم ليدلي بدلوه لشراء البضاعة التي تجعلنا نتمكن من قضاء وقتنا في اللهو والمرح والمجون
فالأخر هو ما يدير كل شئ على الارض فملبسنا منه وادوات تحديد ميقات عبادتنا منه ووسائل استخراج ونقل ما نطهر به ابداننا منه ووسائل ذبح اضحياتنا منه ووسائل نقلها وتخزينها منه ووسائل تواصلنا منه
ووسائل صعودنا وهبوطنا منه ووسائل تغذية عقولنا منه
والحقيقة هو يقدم لنا كل سبل الراحة التي تجعلنا لا نفكر في الهبوط على الارض ونحن استمتعنا بذلك وشكرنا صنيعه
فصرنا بالنسبة له كالدواب المستأنسه يقوم بتربيتها والتي لا تملك إلا النظر على صاحبها من نافذة مسكنها وعندما تطلب شيئا كل ما عليها ان ترفع صوتها وهو من حسن صنعته لمهنة خدمة الدواب فهو لا ينتظر ان تطلب هي مراده
حتى إذا سمنت وثقل لحمها وقل ضرعها يقدمها إلى المذبح ليستفيد من جلدها ولحمها وعظامها
لذلك راينا كيف اقام مذبحه بأفغانستان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين وليبيا
وراينا كيف امتلأت خزائنه من عائد تلك المذابح
وراينا كيف كانت المواشي من الزحام تدفع بعضها بعضا إلى ذلك المذبح سعيدة مسرورة بعد ان تم تزيينها بزينة ثقافة كل جماعة وكل فرقة بها
والحقيقة حتى الأن هناك من ينظر من النافذة وهو يظن أنه ليس من تلك الماشية وأن المذبح قد تم بناءه للجميع وكثرة الانواع بالعالم العربي هو ما يؤخر وصول المذبح إليه نتيجة الفرز بين القطعان المختلفة
فهل نتمكن من ان نرى الصورة على حقيقتها يا قوم
فنهبط إلى الارض فنقيم صناعاتنا وزراعاتنا وتطورنا بايدينا
متى تحيون كبشر لهم خلافة يقيمونها من البحث والتطوير والبناء
ستفرغ الارض من نوعكم إن لم تخرجوا من تلك الحظيرة الثقافية
وكما تروا قد فرغ من قوتين عربيتين كانتا درعا لكم
فهل نتمكن من الحفاظ على البقية الباقية من درع الدولة المصرية وهي اخر درع لكم بتقويتها ورفع الفقر عن اهلها بضخ الإستثمارات إليها زراعيا وصناعيا
فإن لم تفعلوا فاعلموا انه قد غلب عليكم طباع ما انتم عليه من طول الحياة بالحظيرة وقد نصبت سياج المذبح حولكم من كل جانب بعد ان على ضجيجكم والاخر قد سن اسلحته فلا ينتظر إلا كسر بابكم
فاسرعوا قبل سقوط ذلك الباب وتحطمه فتضربكم الفتنة والفوضى فتصبح ابناءكم ونساءكم سلعة بالاسواق ولن يبكي عليكم احد لشغله بمصيبته
اسرعوا يا قوم فالعام القادم هو اخطر عام على الامة العربية
فهل تصل تلك الرسالة يا قوم
اللهم سلم سلم
بقلم رافت ابوطالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق