...............
ربيع دهام)
...............
( رسالة من القلب)
لا تكلمني بالتوراة وبالإنجيل وبالقرآن
أو ماذا قال بولسُ أو نوحُ أو عفّانْ
أو أي إله تعبد من الأديان
بل إفتح عقلك واقنعني
وحاورني بالتي هي أحسن
وبالدليل القاطع وبالبرهانْ
أنا لستُ فقط ابن الأقدمين
بل أنا وليد الحاضر والغدِ
و"الآنْ"
أنصت أليّ...واسمعني
قُل لي "المحبةُ حاجةٌ"
تريح قلب الإنسان
بها يصير العالمُ أجملَ
لا بغضاً ... لا نميمةً
ولا طغيانْ
قُل لي "الحقدُ غضبٌ"
يحفر في القلبِ
قنواتَ ألمٍ
تملأ خواءَها النيرانْ
قُل لي "الكرهُ لدغةٌ"
تنهش عظام حاملِها
كضبعٍ
غار في الجلدِ
بأنيابَ الكيدِ والأضغان
قل لي "الحسدُ صاعقةٌ"
تُفجرّ عقل الحاسدين
تُدخِلهم في عواصفَ صحيةٍ
وٍنفسيةٍ
يعموا أن يروا الجميل الذي فيهم
لأجل ميزةٍ في ذاك
أو نعمة في فلانْ
قُل لي "التكبّرُ ضعفٌ"
و"التباهي عقدةُ نقصٍ"
تتسلّق سماء المُقَل
وتسجنُ في وكرها الإنسانْ
فلا أبارق الحِلى
تحجبُ غيومَ القلوبِ
ولا ريجيم الأجسادِ
يخفّف ما في الحقدِ
مِن أوزان
لا
لا تكلمني بالتوراة وبالإنجيل وبالقرآن
أو ماذا قال بولسُ أو نوحُ أو عفّانْ
أو أي إله تعبد من الأديان
بل إفتح عقلك واقنعني
وحاورني بالتي هي أحسن
وبالدليل القاطع وبالبرهانْ
كم من كريمٍ
كان العطاءُ مسلكه
وكم من فاسدٍ
علا منبر القومِ
وحمل جُلودَ الذهبِ
صولجان؟
وكم من فقيرٍ
كان الوردُ منزله
وكم من غنيٍ
ملَّ سراديبَ التُحفِ
وحلم بالبساطةِ
لمّا نامْ؟
قُل لي
إلي أين يأخذ الطمعُ مالكَهُ
إلى أي راحةٍ
إلى أي شبعٍ
إلى أي واحةٍ خضراء
وجنان؟
كلما دخلَ بستاناً
حجب نظرَهُ
ما في جواره
من بستانْ
كلما حشا بطنه بالجاهِ
نبت له بدل البطنِ
اثنانْ
أبالنميمةِ تُقتلُ فينا الصداقاتُ
أو بما في قلوبِ الخيِّرين
من إذعانْ؟
واحدٌ سمع
وواحدٌ صدّق
وخاف وابتعد وتحاشى
وظلم من أحبه بصدقٍ
وطيبةٍ وحنانْ
فتباعد وتخاصم القربُ
وخسر في البُعدِ الشتيتان
وتلا الخصام صمتٌ
وتلا الصمت ندمٌ
والصمتُ ملحٌ
يؤلم ولا يشفي
ما في النفوسِ من أحزانْ
لا
لا تقل
"هو اللسانُ فرّقنا"
بل قل
"الحقُّ على الآذان"
حين تضعفُ أمام الافتراء
والكذب
ومكائد التفرقة والنكران
نقتل قلوباً بِتفانٍ أحبَّتنا
لأجل أفواهٍ
لا نقاء ولا أبيض فيها
غير الأسنان
وأخبرني
أخبرني عن الطائفيةِ
وسوط العصبيّة علينا
وكيف يهاجم عقلَنا
ويصحِّر فكرَنا
ويكبّلُ إبداعَنا
ويُغرقنا في وحولِ جهلنا
كالطوفانْ
وكيفَ يهدّم فينا أحلامنا
ويهجّرنا إلى جحيم الغربةِ
شُبانْ
وكيف يزلزل في الحضنِ
أمانينا
ويسحق تحت ركام الحلمِ
أوطانْ
وكم بكت أمٌ
على حيرةِ بنينها
لمّا رأتهم ضائعين تائهين
مشرّدين بين بحرٍ ولججٍ
وشطآنْ
لا معلّقين
ولا مطلّقين
كحفنةِ ترابٍ
تقاتل على دفنها
رفشانْ
لا ...
لا تكلمني بالتوراة وبالإنجيل وبالقرآن
أو ماذا قال بولسُ أو نوحُ أو عفّانْ
أو أي إله تعبد من الأديان
بل إفتح عقلك واقنعني
وحاورني بالتي هي أحسن
وبالدليل القاطع وبالبرهانْ
أنا في الدنيا أخوك
وأنت في العمرِ أخي
إن أردتَ الظفرَ
بالشمسِ وحدكَ
قم
أحمل حقدك واقتلني
وإن تجبّرتَ كالموجِ
على تواضع رملي
فاشمخ
وبسيوف اليمِّ اذبحني
لكن إعلم
ما ربحكَ هنا
إلا باب هزيمةٍ
وما هزيمتي أنا
إلا سبر أغوارٍ
يفضي يوماً
إلى مرجانْ
لا مطرٌ يشدو
من دون غيمةٍ
ولا موجٌ
مهما علا في الريحِ
إلا وكان
حلمه الشطآنْ
( بقلم ربيع دهام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق