الجمعة، 17 ديسمبر 2021

 ................

/ عبد السلام خليفة /

................



لم أكن مسرعاً
أو بتاً قلقاً ..
هو الوقت في عجلٍ دوماً متسرعاً
يستنزف من صميم اللّحظات القيمة
يختزل الزمن من صُلب العمر
كان يمارس حقه كاملاً في الإنتقام
يسعى لإنتزاع إعترافٍ مني بالندم
لم أكن مسرعاً
كنت أمضي بمهلٍ في الأيام متجهاً حيث لا أدري
عل هدي البديهة أخطو كالبرق في الخيال
كغريبٍ يبحث عن ظله بين الصخر و الحجر
ليلحق أثر الهوية
أرمي الخطى المثقلة بأطلالي
أسير على سطح البحر نحو بصيص رُؤايَ
كأن حلمي بات حولي مصاباَ
كلما إمتطيته يعيدني لأوله
ربما لم يعد له بقية أو ما يكفي للمزيد ..
لا خاتمة للبدايات
و الأمل جريح ٌ كمساءٍ خذله الشتاء
جريحٌ كفرحٍ يتيمٍ ..
كهذا اللّيل المليئ بالأعذار
و وعودٍ صدئةٍ معلقةٍ بأسوار الإنتضار
يدفعني حدسٌ لأمضي في المدى أقتفي تكرار الصدى
كأن الرواية لا تصلح الآن يرهقها عنوةً أبطالها
لا تزال المسيمات تخونها الأسماء علناً
فمن خان هنا الحضور !!
قال المكان :-
هل من أغانٍ تسد هذا الزمان !
و تملأ ألحانها زوايا الفراغ ..
فربما النغم وحده من يحسن سحب الدمع
من العيون
أيها الماضون في الكلام ...
ألكم أحلامٌ في السياق
و أنا لاجئٌ بالغياب !
فدلوني لسبيل اللآشيء
لم تعد تهم أسماؤنا فهي بلا قيمةٍ كالصفات
تكفي أحوالنا لترشدنا لغدٍ مكسور الجناح
كأنه ضحية ٌ لحروب أمسٍ للحاضر
ولد من رحم الأحقاد بخضم اللآلون
حين إشتد السواد
فلنصرخ هنا بكل مانملك من خيبات
أيها التاريخ
ألم يترك لنا أجدادنا القدامى ميراثاً
غير هذا اللّيل الطويل الطويل
و ألقاب الذين ماتوا و يجهلون الأسباب !
كأنآ سيؤؤا الحظ
فقط نربي أوجاعاً ليقتلنا بعد قليلٍ في السر الآسى
يكفي أن أحملق بحشود النُصب المتناثرة بقارعة الحياة
و هي تحمل تارة ً السيف و أخرى الرماح
لأعي أنهم هلكوا دونما أن يذوقوا طعم الحب المحباح
لا أحد قال لا
لا أحد صرخ و قال للموت المُحدق بهم توقف هاهنا
تريث و كن شريفاً يا موت نزيهاً
واقعنا الأسوء أحق بالهلاك منا ، فخذه معك
مقتنعاً أو مجبراً ..
قاتله إن شئت أو إكسر الشعارات نصفين
و إجعل المفردات بالمرادفات عدماَ
لأمضي بدروب القصيدة أدوس حروف الأمس المبعثر
أمضي كغمامةٍ يدفعها الفضول
لأمطر من نزيفي أرضاً هجرتها يوماً مرغماً
سأسقيها برائحة الذكريات فجراَ
أيها الزمان إحفر إسمي بالمكان
و أنقش على العظم رمز ماتبقى مني
لم يعد معنىً للوقت
حين أقتنع الحاضر بالموت
فكل حيٍ ميتٌ بالغياب
تُحيي ذكراه أعياد ميلاده ليغتصب عبثاً آنه ماضيه
أتنازل عن إرثي بمحض الإرادة
متمسكاً بحقي في الحب
يحاصرني الصمت و إزدحام الأضداد
و هذا الصدام يعلوه صراخ الكلمات
يأرق الحدس الرواية
فماذا لو فجأةً صار الحلم للواقع شبيهٌ !
إذاً أنا ميتٌ حقاً !!
أيها المسافرون في أبجدية الغيب
أ أبصرتم مأتمي بالطريق !؟
هناك أين أعزي نفسي بذاتي
أمشي وحدي في موكب جنازتي
أحمل نعشي فوق جسدي
أقودها في سياق الخاتمة نحو مقابر النسيان
لتخلد في حافة الأبدية
سأكتب بحبر دمي على شاهد قبري ..
شعاراً وطنياً شبيه الغزل
و قصيدةٍ مستوحاة من تعجب السؤال !
هل فقد الإنسان بعمقه إنسانه !!
أم هي المعاني تجردت فجأة ً
و هجرت كطبع البشر ..
سأحلق كطيرٍ في الريح الغربية لتحس بي القلاع
و أبراجٌ بالجبال
أحفر أثري في غدٍ تطارده الرُؤى
أسمع صوت القلب كي تتسع أشعاري
فتصبح سفوحاً و تلالاَ
في وسع الحمام أن يرمم أغنيةً مبتورة اللّحن
و يصلح عطباً أصاب الروح
فأنا وليد حربٍ عاطفيةٍ بمنطق أنغامٍ صيفيةٍ
و في وسع إشتياقي المتطرف تصليح الحلم
ليكون للآتي بقية ..
هل في وسع الغد أن يكون للأرض وفياَ !
أيسع الحلم و أنا
و يكفي لأكون بشرفاته حاضراً حياَ !!
/ عبد السلام خليفة /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق