الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

 ..................

حشاني زغيدي

..................



الصدق في الميدان
بين الميدان الذي هو ساحة المعركة ، و ساحة تدافع المشاريع وساحة سباق العطاء ، فالميدان هو سيد المواقف ، لرسم الأفكار و الخطط و المشاريع ، و بين واقع الديكور و البهارج و استعراض الأزياء في مواكب الأعراس .
أقول لأصحاب المشاريع : ليخدعنكم المظاهر البراقة الكاذبة المزينة بالمساحيق، أقول لأصحابنا أضربوا لكم المواعيد في ورشات العمل ، أضربوا لكم المواعيد في الميدان بتمريغ الأرجل في الوحل و الطين .
ما يدفعني لكتابة هذه لأسطر من الأفكار لاعتقادي أن دور المثقف هو المشاركة في معالم التحول ببدل الوسع مع الخييرين بإيقاظ الإهتمام بالأدوار الواجب القيام بها و هو دور لا يقل أهمية عن دور الفرق النشطة المنفذة للمشاريع ، فالمسؤولية عند القادة الناجحين تكليف و ليست تشريف ، فما يجب فهمه أن المسؤولية تفرض أن يكون القائد والد الجميع ، يجمع و لا يفرق ، معياره في التعامل تقريب الأصلح ، تقريب الأكفأ ، تقديم صاحب الخبرة الطويلة ، همه الوحيد نجاح مشروعه ، همه تحقيق أهدافه و لو اصطدم العمل مع أصحاب المصالح من المنتفعين و هم كثر حول القائد ، فما يجب معرفته و وضعه في الحسبان ، وجوب تحصين المشروع بالبطانة الصالحة ، البطانة الناصحة المخلصة ، التي تكون عونا في المشروع ،و تكون عونا للقائد في تجسيد مشروعه .
و يظل الميدان هو الحكم الوحيد لنجاح القائد ، و يظل الملموس هو المعيار الذي يؤشر على النجاح و الفشل ، فالقائد الناجح هو الذي ينزل المشاريع في الميدان ، تخطيطا و تنفيذا و تقويما ، تصنع المشاريع في مخبره ، يرعاها بتفقده و توجيهه .
ما نراه من ناجح في المشاريع بشتى أنواعها ، فهو ثمرة عمل متكامل ، تشترك فيه جميع الجهود القائد فضل المحرك ، فما ينسب للقائد إنما هي تراكم جهود غيره من الموظفين والمواطنين النشطين في الميدان كلا حسب موقعه و مهامه و واجباته ، فدور القائد الناجح هو تفعيل كل الموارد بالتعزيز و التشجيع و عرفان فضل كل العضو في محيطه.
و في الأخير من المهم في لإدارة المشاريع العامة الخدمية ، أن توسيع دائرة المشاركة لها أهمية في إنجاح المبادرات و المشاريع المسؤول الذي يشارك غيره ، و يستمع و يصغي ، و يتقبل النصح و التوجيه ، و الذي يتقن فن الإنصات، و الذي يوسع دائرة مشورته لوجهات نظر غيره من المختصين و كفاءات و أصحاب الرأي من النخب سيكون النجاح حليفه .
الأستاذ حشاني زغيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق