................
أنور مغنية
...............
من عينيك يبتدأ البحرُ
بقلمي أنور مغنية
من عينيك يبتدأُ البحرُ
يحبلُ بالموج و ينبيءُ عن طفلٍ و طفلة
وأعود إليك كما يعودُ النهرُ إلى البحرِ
شحيحاً أو غزيرا
وأسأل عن أخبارك
قليلاً أو كثيرا
يحدِّدُ النهرُ مساري
ويعرفُ أني مشيتُ معهُ
وكنتُ لصوته الخريرا
عانقت الأشجار ، مشيتُ مع الشمس
ومشيتُ مع القمر وكتبتك نشيداً
لو أسمعته لجبلٍ لخرَّ راقصاً من الألمِ
لو أسمعته للمدى أبصرَ من لم يكُ بصيرا
ناداني حلمي يعتصرني
يخمِّرني نبيذاً فأسكر
فما صحوت من سكرتي
ولا عرَفَت عيني مناماً
ولا نالَ جسدي سريرا
من الزرقة والسماء يبدأ لون النهر
يعود الأمس وينتهي اليوم
وتبقين وحدك كالمستحيل
لا شيء ممكن فيك لا شيء يسيرا
على صهوة الزمان تحاصرني نفسي
ما بين النهر وما بين البحر
قلتُ أقاتل من أجلك فلم أجد نصيرا
حملتك على كتفي صليبي ومشيت
لا شي معي سوى آلامي في هذا السفر الطويل
كان المستحيل رفيقي
كنت أريد أن أسميه وأن أناديه
لكن ليست هناك أسماء
إبتدأ النهر يأخذُ لون دمي
وينسابُ البحرُ إلى جسدي
وكان دفق النهر كالطعنة وكان جرحي واسعاً
ما أوسع جرحي وما أضيق البحر !!!
هذا النهر لا يوصلني ولا يتعرَّفُ على جثتي
تركها عند طرف الوادي
وضاعت عند البحر
فما أضيقَ جرحي وما أوسع البحر !!!
غدَرَ النهرُ وغَدَرَ البحرُ والطريق عبَثَت به الأيادي
غادرتُ إلى الجدار
سافرتُ مع الحيرة أبحثُ عن اسمي
يسألني المسافرون مثلي في طريقي من أكون؟
لا أدري ما هو اسمي !!!!
قلت: اسألوا النهر واسألوا البحرَ
فتِّشوا خلف الجدار وعند طرفِ الوادي
تجدون عشباً أخضراً
وتجدون قلباً من شقائقٍ لونهُ أحمر
ولكم أن تتهجوا حروفي ( ألف- نون - واو - راء )
وأن تنتبهوا لإسمي فيقولون عرفنا أنك أنور
فكيف يموت الشجرُ الأخضر ؟
وكيف يموت الورد بألوانه
أبيضاً كان أحمراً أو أصفر ؟
يقولون : مازال قلبك نابضاً
تصعدّ معنا الوادي ويصعدُ معنا دمُكَ
ويأتي الغيمُ والبرقُ والرعدُ والقمر الأسمر
مشيتُ على قلبي
مشدوداً بقافلة من عمبر
تنام على عنقي مشنقةٌ
وقبلةٌ ضيِّقَةٌ ولمسة يد صغيرة
تحملُ لي وردةً شذاها خنجر
نام الورد مع النهر على جثتي
والبحر أمام الأطفال يهدأ
البحر أسميته عيناها
والذهب الأبيض والرمش الأخضر
يطلُّ الياسمين من نظراتها ويحكي كي نضحك
كي نبكي ، كي نلتقي ،
كي نخرجَ من هذا الحلم ، كي نتكرَّر
نام الوقت على فراشي واستغرق
وجاء الحب مستيقظاً
يمسحُ علينا بأجنحة الطير
ويوقظُ فيَّ امرأةً تسقيني من رضابها سُكَّر
من النهر الدافق بين أصابعها
المسافر نحو اللون الأزرق
تُبحرُ في شرياني وتصنعُ من قلبي زورق
تبدأ مني وأفنى في طريقها
ما أقربها مني وما أبعدها عني
ما أبهاها وما أجملَ هذا الرونق !!!
صرتُ أرى الأشياء أقرب مني
ويبعدني قبل وصولي وريدي
كانت تساومني على أيامي
تقاسمني حلمي وعيدي
كانت تصلبني على خشبةٍ
تغرسُ في كفِّي مساميرها
وكنتُ بالمسامير أحفرُ قصيدي
كنتُ أحملُ مساميرها وأرحل
ومن مساميرها يبدأ النهر
ويتكون البحر ويبدأ يوم عيدي
أنور مغنية 02 11 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق