السبت، 2 أكتوبر 2021

 ...................

أنور مغنية 02 10 2021

..............




( تلك العاشقة )
بقلمي أنور مغنية
تلك العاشقةُ ترَكَت الميناء
كنتُ قد أعطيتها
كلَّ مفاتيح البحر
أعرفُ أني ودَّعتها
وتركتها ما بين ليلٍ ونهار
أرادت التوحُّدَ مع الإعصار
كذب البحرُ عليها
وكذب الليلُ وكذب النهار
خانها الوردُ
وترَكَ الشوكَ عند مداخل الجرح
فهل ساق الشوقُ الورد للإنتحار ؟
تلك العاشقة تركت الميناء
ولم يأتني الإعصار
لا ليلي أتى ولا أتاني نهار
أعرف أنها البداية
وكانت الأشواك عند الجرح
تعلنُ البداية كأنها انتحار
تلك العاشقة تركت الميناء
وعادت البلابلُ
تمشي مع الشمس
لتستريح من عناء المسار
لا ليلي أتى ولا القمرُ مرَّ
كان كلُّ ما في السماء
ينتظرُ الإعصار
البحرُ صامتٌ لا موج يعتريه
ولا في صدره تيَّار
بركانٌ من الندى
أضاءَ سوادَ الليل
القادم من شَعرها
ليكلِّلَ الأزهار
ليلٌ يمضي يتلون نهار
وأعرف أن لمع البرق سيأتي
وترجعُ الأقمار
وأن الذي يرسمُ طُرُقاً في دمي
حاضرٌ غائبٌ صامتٌ متكلِّمٌ
لكنه يحتضنُ الضياء
هل ستبقى العصافير
ويبقى الغيم
وتتَّسِعُ هذه السماء ؟
تلك العاشقة تركت الميناء
وكنت قد أعطيتها مفاتيح البحار
وعشقتها قبل تكوّن العشق
وقبل نور الشمس وتفتُّح الورد
وثورة الإعصار
تلك العاشقة تركت الميناء
وركبت زورق الذكريات
عبَرَت مع من عبروا
تغيَّرَ معها الزمان
وانهارت حضارات
لم يبقَ من الذكرى
سوى ظلال على حائط النسيان
لا حاضر يتكلم
ولا الأمسُ يتكلم
ضاعت الكلمات
صرتُ أكبر من البحر
وكانت الزورق الوحيد
وكنت الموج الوحيد
آلامي تضاهي آلام الأمهات
لا لون لبحري
ولا طعم لملحي
صار النورس يلهو بالغمامات
تلك العاشقة تركت الميناء
أرادت التوحّد مع الإعصار
وهي تُبحِرُ وتُبحِرُ
والبحر يبحثُ عن موجهِ
بين إعصارٍ وإعصار
أنور مغنية 02 10 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق