الجمعة، 4 يونيو 2021

 ....................

عماد القاسمي

.....................



ماو والمفاهيم
_ الراوي :
…. وبينما كان الفئران والذباب مجتمعون يستمعوا في ذهول للقط " ماو" وهو يقص عليهم حكاية عرس الديك بالثعلب والملحمة اليائسة لرقص الضباع،، حاول الوقوف ثم تركهم في حيرة من أمرهم وٱتجه بصعوبة إلى غرفة صاحبه " أيوب " والدموع تكاد تحرق عينيه ذاكرة وطن وقطة صغيرة لطالما تعلق قلبه بها وأحبها كما أحبته إلى أن باغتتهم ذات يوم شظايا قذيفة يقال هي من صنع البشر يتقاتلون بها أيام الحروب ويكتبون بعدها الملاحم والبطولات شعرا وقت السلام ويرسموا المحبة كما لو أنها ملاك تنزّل من السماء ليسكن قلوبهم…
ٱنقسم ذيلها نصفين وحين بحث عنها في الركام لم يتبق منها إلا فروٍ أكلته النيران وشاهد الأرض من تحتها قد ٱحترقت وبقايا عصافير صغيرة تفحمت..
دخل على صاحبه بمواء عجيب …
_ الرجل أيوب :
ما الذي أصابك يا رفيقي وأنت مُتعَب من الحمى ،، لا تقل عادت إليك الكوابيس؟؟ إنها هلوسات سببها الأرق وبعضها وشوشة إبليس..
_ القط ماو :
الذكريات المرة يارفيق،،
وجع يقسم ظهر البعير
والصدر منها يضيق..
حدثني عن البشر…
ياصديق..
حدثني عن الحب عندكم والنساء
حدثني عن بطولاتكم المزعومة
وكيف الوطن عندكم حبيبة..
وكيف يستشهد الرجال …
في الجبهة...؟؟؟
ويكتب التاريخ المزوّر
كل شعراءكم شهداء…
_ الرجل أيوب :
العفو يارفيقي غلبتني الإبتسامة والإبتسام إلى حدود الضحك مع أني أعلم وجع الذكريات الملعونة ..سأخبرك بعض مما علمتني الدنيا وأقول:
يا رفيقي
سلام لمن روحه تعرف السلام..
سلام لمن يقرأنا…
يعرف معنى الحب…
ومعنى الكلام..
سلام إلى القلب المتفجّر حرفا
حين يكون في الجبهة…
يحمي أوطانه وحبيبته..
يموت شهيدا …
والباقي نيام…
_ القط ماو :
وهل عرفتم للسلام معنى؟
_ الرجل أيوب :
يا رفيقي..
الوطن أجمل النساء
وحبيبتي أجمل النساء…
حين يتبول المغتصب على الأوطان
تضيع الحبيبة…
وباقي النساء…
وربي غيور..
يحب الغيور…
فكيف أخبأني في قافية
وأتوه في الدنيا …
وأنسى الحقيقة
وأنسى من مات لأجلنا شهيدا
وأتنكر لتلك الدماء..؟؟؟
_ القط ماو :
أي رفيقي لو كان الوطن مستباح فالعِرض هو الآخر يصبح مباح ولا ضير لو وجدتم نساءكم تحولن خدما للأسياد
أنتم البشر مثلنا حين الثعالب تحتل أرضنا تقتل القطط الصغيرة وكل الجراء ثم ترفع رجليها تتبول في كل شبر ترسم حدود سطوتها علينا…
لكن أين الأبطال ؟؟؟
_ الرجل أيوب :
الأبطال يارفيقي ..
بشر مثلنا..
تعلموا الحب كما تعلمنا
عشقوا النساء والجمال
حتى القصائد والشفاه…
غازلوا الدنيا شعرا
وسكنوا أحضانها ..
كباقي خلق الله...
فليس في الأمر بطولة
وليس في القول فحولة
فقط، لكم خانهم التاريخ..
خانهم الزمن…
قلوبهم حالمة مثلنا..
ترسم جداول وشطآن
يسكنها الطِيبُ والطير والنورس..
لكن حين يداس الوطن…
تتبدل شرايينهم خنادق
تتحول قبلهم الناعسة
رصاص…
وشفاههم فوهة مسدس
_ القط ماو :
لو كانوا كذلك فماذا عن الغيرة وأرض لكم تسمونها القدس ؟؟؟
_ الرجل أيوب :
لا تسلني يا رفيقي..
العربي لازال ممددا جريح
مواجعه تزيد كل يوم…
وهلاكه الحفر في الريح..
لا ندري يارفيقي
أين دفن التتار مفتاح الغيرة
فكلما أشتقنا حضن أوطاننا
العربية….
مزقتنا أسلاك شائكة..
وبالأحمر ختموا جوازاتنا..
ثم رفضوا التأشيرة
فكلنا يا رفيقي يقاوم الوهم…
يقاوم الجراد….
يقاوم الدود..
وجراح الذاكرة تقتلنا..
سيأتي بعدها يوم والحق يعود…
_ القط ماو :
قتالكم زيف يا معشر البشر
القاتل فيكم منتصر،
والمقتول عندكم شهيد…
إحترقت التربة تحت أقدامكم
إنسانيتكم ذبحت من الوريد …
إلى الوريد…
ميزكم الله ربي بالكلام…
خضتم به معارك وهم..
فقدتم الطيب…
وضاع السلام..
العفو .عماد القاسمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق