الجمعة، 4 يونيو 2021

 ....................

عباس صالح

...................



أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
....
بحضور كريم في ليلة تلألأ بها أيقونات الفكر في نادي أدب كفر الشيخ .. شرفْتُ وشرفَتْ بعض أعمالي وافتحرت بسردها على منصة الأدب ..
فشكرا لرئيسه الشاعر طارق مرسي وكل الشكر للحضور الأجاويد وكلي أمل بمزيد من الإبداع والعطاء ..
وهذه قصة قصيرة بعنوان
الاتحاد المصري للمصارعة في الطابور
( ا.م.م.ط ) الاتحاد المصري للمصارعة في الطابور
بقلم / عباس صالح
سماه أبوه الضعيف , كلقب عائلته التي تدعي أنها تنتمي إلى قبيلة عبس بالجزيرة العربية ... وسمته أمه هوجان , تيمنا ببطل المصارعة العالمية ...
ولد هوجان الضعيف بأعجوبة من الله الوهاب ... بعدما فقدا أبواه الأمل في الإنجاب ... وسألا كل الأصحاب ودقا كل الأبواب ...
فرحت به عزبة الوهن التابعة لقرية الغلابة فرحا جما ..., وضم أبوه الناس في مأدبة على طبلية كبيرة ضما ضما ..., لمت فيها أمه كل فتوات العزب والقرى المجاورة لما لما ...
مات أبوه , بعدما تخرج (هوجان الضعيف) في مدرسة الهزال الابتدائية , حيث قد تدرب في طابور المدرسة ... على النتش والهبش والخربشة ... ومهارات الضم واللم و الفركشة ...
اتسق وتماثل بنيانه الشكلي ... فكأن لونه رمادي ..., جميل ... وجسمه هزيل ... وشعره نحيل ... ووزنه قليل ... وقصير بعنق طويل ...
وكذلك بناينه الاجتماعي , فاسمه ضعيف ... وعمه ظريف ... وأمه لطيفة ... وعمته رئيفة ...
وأيضا بناينه النفسي , فورث الأرق و الفصام من أمه ... والاضطراب والاكتئاب من عمه ...
زجت به أمه لطيفة في أولى حلبات المصارعة المصرية الرسمية ... في مدرسة الألم الإعدادية ... حيث فاز في جولته الأولى لعدم حضور الطلاب , وقف وحده مؤديا السلام الوطني , واستلم كتبه المدرسية ... بلا أي أذية ...
عاد هوجان الضعيف إلى أمه لطيفة , فرحا منتصرا سعيدا , فدفعت به إلى الجولة الثانية , في طابور المخبز , فوجيء هوجان الضعيف بصفين , أحدهما للدفع بالبطاقة التموينية , والآخر للاستلام , سرعان ما اشتبك هوجان في الصف الأول , تعرض للعديد من الرفس .. والهرس .. , والنطح .. والبطح .. حتى وصل مترنحا إلى طابور الاستلام , فتعرض للبصق .. والخنق .. والسب .. والضرب.. بالكعب .. والهلهلة .. والكعبلة .. وبعد كل أنواع البهدلة .. عاد لأمه بنصف حصته من الخبز , اعتبرت أمه ذلك فوزا ساحقا
وألقت به إلى الجولة الثالثة , في طابور البريد , لصرف معاش الكرامة ... ويال الحصرة والندامة ... ظن هوجان أنه سيفوز وبسهولة , فكلهم معاقون ...أو مسنون .. أو مطحونون ...
, اشتبك هوجان الضعيف في الطابور ... ولم يدرك أن هذه الجولة (هارد كور)... يستخدم فيها العكشة والنبوت , وربما الساطور ... والتلفيعة للخنق والعبط ... والطرحة للربط ... والخرزانة للشمط ... والمقاعد لمنع الدخول أو الخروج أو المرور أو العبور... لم يحصل هوجان على المعاش , وأخرج البطل من الطابور بأعجوبة كأعجوبة ولادته , ولكن هذه المرة , بإصبع مبتور ... وذراع مكسور ... وأنف مشطور ... ورقبة ملووحة ... ورأس مبطوحة ... وساق مجروحة ... وبطن مفتوحة ...
نظر هوجان إلى هيئة البريد من بعيد , وعرف أنه خسر هذه الجولة , و برر ذلك داخل نفسه أنه كان ليفوز لولا تعاطيهم المنشطات , وأقسم ألا يعود لأمه إلا منتصرا , وبيده مصروف معاش الكرامة , فقرر أن يذهب إلى المستشفى العام أولا , ليلملم جراحاته ويسترد عافيته ,
لا يعلم أي مصير ينتظره , وهو ينظر إلى ساحة المستشفي ,,,, نساء تنوح ... وروائح تفوح ... وأناس تجري في كل الاتجاهات ... يقولون هذا حي , وذاك مات ... ونقالات ... وقطن وشاش وسرنجات ...
وجماهير جماهير من المرضى ... , في طوابير طوابير من الفوضى ... على كل النوافذ والبوابات ... تذاكر وعظام وجراحة وأسنان وبطنية ونفسية وجلدية ومتوطنة وتحليلات ... وعيادات ... وموظفين وأطباء وصيدلايات ...أمواج من البشر تلقفت هوجان الضعيف في لحظات ... اختفى على أثرها منذ شهور وسويعات ... كأنه الثغلب فات ...
لا تدري أمه لطيفة أين مكانه تبحث عنه في الساحات ... تسأل كل السيارات ... والفساتين والبذلات ... والفيلات ... والعمارات ...
أحقا هوجان ابني مات ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق