الأحد، 6 يونيو 2021

 ..................

د. محمد الإدريسي

....................



دَوامُ الحالِ مِنَ المُحالِ
تَعَلَّمْتُ الصَّبْرَ عِنْدَ اِجْتِياحِ الضَّباب
الحَياةُ عَلَّمَتْني كَيْفَ لا أَفْقِدُ الصَّواب
كَيْفَ لاَ أسْمَحُ أنْ يَتَمَكَّنَ مِنِّي الغَضَب
عِنْدَ وابِلٍ مِنْ أَسْئِلَةٍ و لا أجِدُ الجَواب
الحَقُّ يَتيمٌ زَمَنٌ ضاعَ تَحْتَ السَّحاب
كُتْلَةُ الشَّرِّ أَلْبَسَتْ الإنْسانِيَةَ العَذاب
غَرَقَتْ في دِماء الأبْرِياءِ حَتَّى الرُّكَب
يَعْتَقِدُ الطُّغاةُ لَنْ يَشْمِلَهُم الحِساب
عَهْدٌ أصْبَحَ الأعْداءُ خَيْرَ الأصْحاب
حارَ النَّاسُ كَثُرَ السُّؤالُ ما الخَطْب؟!!
اِخْتَفَتْ الشَّمْسُ أيْنَ اِخْتَفَى الشِّهاب؟!!
و لَمْ تَعُدْ تَسودُ إلاَّ حَياةٌ كما في الغاب
شِبْهُ دُوَلٍ تَمْشي بَينَ القَوْمِ بالحَطَب
توقِدُ النِّيران تَزْرَعُ الفِتَنَ و الخَراب
صَهْيونُ يُصَفِّقُ يُقَدِّمُ آياتِ الاِعْجاب
بُعَلِّقُ الأوْسَمَةِ على صَدْر الأعْراب
أمَّةٌ على هامِشٍ وُزِّعَتْ بَيْنَها الأرْباب
يَنَعَتُها الغَرْبُ المُنافِقُ بِأنَّها الاِرْهاب
تَكالَبوا عَلَيْها على مائِدَةِ الاِغْتِصاب
بَعْد الاسْتِعْمارِ جاءَ حُكَّامُ الاِنْتِداب
لِيَعْقِموا الحَرائرَ يَمْنَعُهُنَّ مِنَ الاِنْجاب
يَخْشوْنَ ما قَدْ يَأْتي مِنَ الدُّعاءِ المُجاب
خائِفونَ مِنَ المَحْتومِ مُتَوَتِّرو الأعْصاب
ما العَمَلُ إذا غَمَرَهُمْ طُوفانُ الأصْلاب
أيْنَ صَلاحُ الدِّين المُعْتَصِمُ المُهاب؟
أيْنَ عُمَرُ المُخْتارُ أيْنَ ابْنُ الخَطّاب؟
ما اسْتَقْبَلوا يَوْماً الأعْداءَ بالتَّرْحاب
كما نَرَى اليَوْمَ يُسْتَقْبَلونَ بالإعْجاب
بِألْفِ مُبَرِّرٍ يُرَفْرِفُ عَلَمٌ بالمَخالِب
رايَةٌ تَفْطَرُ دَماً سُداسِيَّةُ الجَوانِب
قِيلَ لا تُوجَدُ ساعَةٌ بِدون العَقارِب
تَدورُ كالدُّنْيا فاحْذَرْ سوءَ العَواقِب
إنَّ الدَّمارَ وَصَلَ إلى عَتَبَات الأبْواب
لِيُفْجِعَ مَنْ قالَ حُكَّامَهُ مِنَ الأرْباب
و إذا ثارَتْ الشَّعوبُ ضِدَّ الاِنْقِلاب
سَتَرَى العَدْلَ يُكَشِّرُ عَنِ الأنْياب
طنجة 05/06/2021
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق