الأربعاء، 28 أبريل 2021

 .................

/عبد السلام خليفة/ 

....................






آ أنتَ شَبحِي !..

لاَ تَصرخي
لاَ تُنادي بصَوتٍ عالٍ
بهذا الظَلامِ
فقد بَعثرَ صدَى الصياحِ
حُروفَ اسمي
بِمساحاتِ السُكونِ
و الوقتُ وُلدَ من رحمِ
الساعاتِ الراكِدةِ ...بلاَ أبٍ
و فَرَ ظِلي في عَجلٍ
مُسرعًا نَحوَ العَتمةِ
لِيمتزجَ بأشكالِ العَدمِ
و يُجسدَ ظِلها رغمًا عني
فلاَ تَصرخي في
هكذا .. بأسلوبِ قَهرٍ
جَوفَ أطلالِ السُكوتِ
فَصمتي الشَديدُ جوابُ الوِحدةِ
المُقيمةِ هنا بأعماقي
آ أنتِ شَبحِي !؟
أم ضَجيجُ الضَميرِ !
فَروحي العالقةُ في ذُنوبِ العشقِ
قد إغتسلت بدُموعِي
يومَ رَحيلَ أمي للأبدِ
و تَابت منذُ الأزلِ
و اعتزلت دُروب َ الغرامِ
و عُمري ، هذا المسكينُ
أنهكتهُ الأحزانُ على نَاصيةِ السِنينِ
فَتركَ المغامرةَ و فترةَ المراهقةَ
و شَاخَ في الغَفلةِ
دون ما يدري
فَلِما تَصيحُ الأنَ هنا !
أَخْرس أفواهَ هذا الصُراخِ
فَلَم يبقى لي أنا
سوى هذا المنامِ
و أثرُ ذِكرَايا الراصيةُ في خيالي
فلاَ تُقظني عَبثًا
و أتركني حيثُ أنا
في حيزِ النسيانِ
دَعني لي ... لِأرعى في الصمتِ
صِغارَ أحلامي
أنا ذَاتٌ ..
دَمرها إعصارُ المَآسي
و قَسوةُ الحُروبِ
بِكُلِ يومٍ فَاتَ معركةُ حَاضرهِ
و ذاكَ الماضي ..
لاَ أثرَ لي بالواقعِ
في دَوامةِ الحياةِ
و لاَ أظهرُ برزنامةِ الوقتِ
أنا الجَنازةُ و لي لَحدي
قَيدَ التَسجيلِ بِتعدادِ الأمواتِ
فقط تأجلَ مَوعدُ دَفني
لِوقفِ النفاذِ
أَبِيتُ هنا على عَتبةِ العبثِ
قَيدَ شَهادةِ الحياةِ
أنتظرُ إنتهاءَ تحضيرِ المراسيمِ
و تأليفَ مَعزوفةَ الإحتضارِ
مع إصدارِ تاريخِ التأكيدِ
في الأخير .

/عبد السلام خليفة/ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق