..................
علي القصير
................
مفتاح القراءة
.
أنفاسنا أعمارنا، معدودة، أجزاؤها تتلاشى مع الساعات، تُحصيها الآثار، وهي حَيَّة، بالوقت الذي نحن فيه.
وتنتهي المَسافات، ما بين مغبون ومغبوط، ونحن نُسرف، بما لا يَعود، بلا عُدّة، طول المُدّة، غافلون، والعمر تخترمه الأيام.
يُسارُ بنا، وإن كُنا وُقوفا، ولَمَّا تفنى الأوقات، تنتهي رحلة الزمان، ولا يُدرَك ما فات.
إنما نحن عَدَدٌ، لِـحاظُهُ فانية، صنائعنا مُخَلَّدَة، وللعاقل في كل مُهلة اغتنام، لِيَتَعَلَّم، ويُعَلِّم، ثم يَعْمَل، فتجلو البراهين ظنونه، بما تستمع آذان القلوب، لِتهنأ بلذة الإدراك.
وَلَمّا كانت القراءة مِفتاحا، لكل أنواع التحصيل المَعلوماتي، أصبح لُزُوما أن ننتمي لهذه الثقافة، التي تُطَوِّر أفكارنا، وتُربّي مَلَكاتنا.
كما أنها تجعلنا نكبر، مع مُعتقداتِنا، ونحن نبني بالوعي مَبانيها، وإن رُوح التطور تتكون في رحم المُجتمعات، التي تنتهج القراءة عقيدة للبناء المَعرفي.
إن القارئ يجمع عُقول الناس إلى عقله، ليعقل عقله، وَمَن رَصَدَ لَهُ رُقيا أَوْجَبَ على نفسه القراءة.
.
اقتباس من كتابي:
القراءة خرائط الأرواح – علي القصير
طبعة دار ببلومانيا للنشر والتوزيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق