..............
عماد القاسمي
..................
العقد الباطل والبشر
هناك حيث أول شروق للشمس غطت السحب الداكنة الشعاع،فكان للذئاب نصيبهم من القطيع ،ٱختنقت الرعية وٱزدهر حال الرعاع..الشاعر ملحد كافر..
الرعية تأخذ بالأسباب..الحاكم بيده السر العظيم ومفتاح السعادة..
الشخصيات :
الشاعر الملحد
الحاكم
الرعاع حاشية
الرعية
الوزير
الطبيبة
_المشهد الأول حيث الرعد والسحاب
الشاعر:
أتركوا الصلاة…
ففي العشق يحترق العشاق
يتفجر القلب في شكل همسة
يسيل الدم ،الدمع
تشتعل الأشواق
الملك :
أحضروا كومة كبيرة من الحطب
وأحرقوا رأس الشاعر حيا
ما دواء الجنون إلا اللهب..
الرعاع :
أنت العدل أنت..أنت الملك الحاكم أنت عُمر
الرعية :
أنت أنت أنتَ أنتَ…
الشاعر :
تعالوا لتصنعوا ربا آليا..
لا يشبه رب الجاهلية والأصنام..
ربا كالحاسوب يُقرِئُكم السلام
فيه برمجة جديدة بلا تاريخ …
تعيد في الأرض حكاية الإنسان…
تعيدكم بداية بلا نهاية..
لا تدمجوا في القرص الليزي
ذكرى قتله أبو السبطين علي..
ولا رأس الحسين..
كي لا يحثكم على الثأر..
ويفنى الحقد ينتهي الانتقام
علموه فقط العد في زمن الرقمنة
العصري..
زوروا عدد الركعات في الصلاة
أضيفوا للبرمجة أنكم براء من الزكاة
ستنعموا بالحياة…
الرعاع :
أستغفر الله أستغفر الله..هل نشعل النار يا مولانا..
الملك :
إني أخشى عليكم الجنون
وأنتم إليه تنظرون..
وأخاف أن يحترق الرأس
ومن بعده تبصرون..
الرعاع :
أنت العدل أنت القضاء
الرعية :
أنت أنت أنت…
الشاعر :
هب أنكم حرقتكم الرأس بلا جسد
ستبقى الروح في القلوب …
تهيم بلا ولادة ولا إسم ولا نسب
وعقدكم الباطل مع الله ربي
كحمالة الحطب..
الملك :
علموا الأطفال رجم الشاعر بالحجارة
علموهم أن النهاية لا تشبه البداية
وأسعدوا وٱنعموا بمن رفضت من الجواري..
المشهد الثاني/
السماء تزداد سوادا والشمس كتلة نار حارقة تجاهد تضيء الأرض ولكن الظلمة حالكة أين يظهر الشاعر منهكا والدماء تسيل منه ووجهه يعلوه الإبتسام
الشاعر:
يا من تحتفلون بدمائي
وقلوبكم المتحجرة نفاقا…
تطلب صلبي واللهو بأحشائي
في التاريخ سلالة أكلة الكبد
سلالة العهر عبيدا للجسد..
لن تدركوا الروح مني فهي زبد…
تعالوا إسمعوا حديث الريح
بلا آلهة،بلا رب
رُفِعَتْ سمائي عن أرضكم بلا عمد
أصنعوا أربابا تشبهكم ..
الملك :
أسكتوه …
وبالحبال علقوه
دعونا نحتفل بقتل المرتد
الشاعر :
من حجب نور الشمس؟؟
ذلا توارثتموه أم صوتكم
كعوراتكم همس…
أهديكم قرصا ليزريا صغيرا
لا يعرف كلمةالقدس..
لا يعرف أرض الله المختارة
ولا أرض الميعاد
إصنعوا إلاه أرضيا..
يعرف أن للكعبة رب آخر حاميها
وثاني القبلتين وهم ...
وكل أراضيكم المغتصبة
تخلى عنها الله ربي…
يا معشر البشر ولا بشر
لا تتبجحوا بالإنسان/ أليس البقاء للأقوى؟
إصنعوا ربا للخمر للجسد للنشوة
لا تتصنعوا حرية المرأة..
تخلصوا من العقد وٱعترفوا
أن قلوبكم كلها عري وشهوة..
شيدوا ربا للمرأة إذن..
الملك :
يصرخ : يا وزير هل ثمة أرض مغتصبة؟ هل ثمة قدس في أراضينا؟
الوزير : مجرد كلمات فارسية لا نفهمها ولكن يقال أن هناك في أرض بعيدة ثمة قدس فالعفو مولاي
الملك :
تخلص من الشاعر إذن
كفانا نباح…
كل الكلاب التي تنبح…
تفسد الرعية ..
تشوه آذان الديك لصلاة الصبح
يضيع منا استقبال الصباح ..
تخلص من الذين عرفوا قدس
إني والله أكره النواح…
الوزير :
أمرك مولاي.
الملك :
يخاطب الرعية
بلغني من الوزير أن الشاعر لقيط بلا نسب بلغني أن أمه راقصة ووالده الطبال..بلغني أن إمرأته خانته بعد حب طويل وهجرته لذلك فقد عقله ومنذ زمن بعيد كرمناه وأغرقناه هدايا فكفر بنعمنا لجحود في طبعه المتوارث
ثم يهمس للوزير " إجمع بعض العلماء وأجزل عليهم العطايا أعجبتني فكرة المجنون هذا بل وإنها في الأصل حلما يراودني إجمعهم ليصنعوا لنا ربا آليا عابث ونادي في الناس وفي البشر أن الله تخلى عنهم وٱندثر وأقطع نسل العارفين وقرب إلينا نسل كل أبله سفيه عقيم كي يعم الغباء المعمورة ونسعد ..
الشاعر:
إشحذوا الخناجر
عجلوا بماتسموه قتلي
فقد جفت الحناجر…
ليس لكم بعد اليوم من إله
إطعنوا القلب قبل قطع الرأس
فقلبي يسكنه حبيبي الله
عجلوا ذبحي فوالله لست ذبيحا
إنما الشهادة بٱسم الحبيب
تعَجِّلُ لقياه..
_المشهد الاخير:
يفتح الرجل عينيه يتأمل ما حوله في شرود فتقطع عليه الطبيبة حيرته وشروده
الطبيبة:
الحمد لله أيها المحارب الرصاصة لم تخترق القلب وإنما حذوه وتمت العملية الجراحيةالتي أجريناها لك بنجاح فقط لم نستطع نزعها فعقمناها وأبقينا عليها وعلى حياتك لترافقك عمرا..
عبدالله : إنه ذات اللحن القديم كلما هربت إليه أعود ألف شكر والحمد لله..
العفو عماد القاسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق