الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

 .................

: محفوظ البراموني :

..............



المقياس الحقيقي ل العمر ..

المقياس ليس ب الكم و عدد سنين العمر ..
ليس مقياسها طولها ..
اذا كان طول العمر غير منتج و فعال ..

بعض الناس مقياس أعمارهم ب الكم ..
ف كانت سنوات العمر كثيرة ..
و لكن نرى أن حياتهم ..
ليست سوى يوما يشبه الآخر متكرر ..
برنامجهم أكل و شرب و نوم ..
أمسهم مثل يومهم ..
و يومهم مثل غدهم ..

يمتلك بعض الممتلكات و المال ..
جالسا ف مكانه ..
لا يشغل حياته ..
سوى ب صرف ريع هذه الممتلكات ..
ف السهر و المتع و الملذات ..
هؤلاء إن عمروا مائة عام ..
هدرت هذه الأعوام و قدرت ب يوم واحد ..
لا جديد ف حياته لا مفيد ف أوقاته ..

و العكس نجده ف البعض الآخر ..
مقاس أعمارهم ب الكيف ..
يعيشوا حياتهم ب سنوات ليست ب كثيرة ..
و لكنهم شغلوا أعمارهم القليلة ..
ب العمل و الإنتاج و الدراسة و الفكر ..
اليوم الواحد عندهم يساوى عام كامل ..

ف أصبح مقياس العمر ينتهي ب العبرة ..
ب الكيف لا ب الكم ..
و تقدير الأشياء ب الكيف منزلة مذهلة ..
لا يصل إليها العقل إلا بعد نضجه و لا يشترط السن ..

كم من أعمار كبيرة عاشت و ماتت ..
صغيرة العقل تركت و غادرت الحياة ..
دون ذكرى أو علم ينتفع به ..
إستفادت ب الكم فقط ع الحياة ..

و كم من أعمار صغيرة عاشت و ماتت ..
كبيرة العقل أذهلت العالم ب فكرها و نضجها ..
و إستفادوا كل من حولهم ب روائع أعمالهم ..

أصبح شعار الكم ف حياتنا العامة أيضا سائدا ..
حتى ف بيع الأشياء و البضاعات ..
إشترى عدد 5 ب مبلغ منخفض السعر ..
دون النظر ل جودة هذه الأشياء ..

مع أن عدد 1 جيد الجودة ..
و بنفس سعر ال 5 او أكثر أفضل ب كثير ..

أصبح العرض مستمر ..
و المشتريين فرحانين ب الكم لا ب الكيف ..

هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق