.................
حسام الدين فكري / مصر
.............
أنشودة الليل
شعر : حسام الدين فكري / مصر
................
في هدأة الليل
حين يُرخي سُدوله الداكنة
ويتمدد من الغرب إلى الشرق
ترتمي الأفكار تحت قدميّ
وتُغدق بنيرانها المتأججة
في سخاءِ العاشقين
ذهبيةُ الشعر ناعمةُ الخدين
تأتلقُ كالبِكر في خِدرها
تزحفُ تحت مسام جلدي
تخترقُ خلايا عقلي المُنهك
سحرها يُوقد جُذوة التأمل
فتنهمرُ أعناق الحروف خاضعة
أمواج تسحق ذرات الرمل المُتشابكة
وتنفثُ بريق الحياة في أفئدة المعاني
ثورة هائلة تُشعل خلايا الفِكر
وتُضيء حولها شموع الحنين
إلى صفاء الأذهان
كم نحنُ في قلب النهار نتوه
بين ضجيج السائلين والسارحين
وبُطولات الأفّاقين
الذين يصبّون السراب
في كؤوس الحالمين
كم نحنُ في قلب النهار نزرع
عرقنا في أوردة الصخور
فلا نحصد إلا أفواه الساخرين
كم نحنُ في نهارنا المُشتعل
لانرى ملامحنا
في ظُلمة قلوب الحاقدين
فنأوي إلى الليل
ويأوي إلينا
حبيبان نحنُ نتناجى بلا قيود
ولامسافات..ولا تنظير
في هدأة الليل العليل
النشوة تميل
على منابت الشعر المُشعّث
فيسيلُ مُترقرقاً كمياه النهر
المُسترخية في فراشها الوثير
لم نعرف أنفسنا أبداً
في الأضواء الساطعة قسراً
التي تكشف عوراتنا بلا حياء
ولا تُلقي إلينا شيئاُ
من ورق التوت
كيف نستر أفكارنا العارية
عن عيون المُتلصصين ؟!
في صحراء الضوء الغامر
تُستباحُ رؤوسنا الغضة
بحراب الرعد الهادر
كيف نرسل خيالاتنا إلى السُحُب
لتُعانق الماء المُقدّس
ثم تعودُ إلينا لُؤلؤاً
يشع بريقاً ناعماً
يملأ شقوق الأفئدة الخاوية
هو الليلُ فقط من يحنو
على آهاتنا المُنكسرة
يُنصت إلينا
يرقّ ويلين
ويضع الألحان في عصا القمر
ليقود سيمفونية النجوم
.....................
ألا أيّها الليل الجميل
لا تنجلي بصبحٍ
فما الإصباحُ الذي
يكسر أعناق نجومنا
ويبقر بطون أفكارنا
منك بأمثلِ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق