..............
ليلى كافي/تونس
.................
سيّدة المزاج تلك لها أسرارها معي...حين أُمسك الفنجان يثور التّفكير مع أوّل رشفة فأهيّئ نفسي استعدادا ليوم جديد وأبدأ بترتيب المشاعر المبعثرة وتنظيم الأفكار التي حادت عن الطريق...أخطّط كيف سيكون يومي،أفرح لوجود بعضهم في حياتي فهم كقهوتي لا تحلو الحياة إلا بهم...وحين أنتهي من آخر رشفة أرى صورة التّفاهة في قاع الفنجان...إنّها صورة بعضهم:"صورة حثل القهوة"...أتأمّل هذا الحثل وأقول:"كيف لسيّدة المزاج أن تضمّ بين طيّاتها هذا التّفل؟"...فتُجيبني:" هكذا هي الحياة بحلوها ومرّها،بخيرها وشرّها،...وما حثلي إلا عبرة لتُحدّدي علاقتك ببعض البشر..." كما يستغني الإنسان عن حثل القهوة عليه أن يستغني عن تفل البشر بالتّجاهل،بسكبهم في حضيض أسود يليق بهم لأنّ التّجاهل ثقافة نكتسبها مع هذا الكمّ الهائل من أصناف غريبة من البشر،هو سلوك راق حتى نبقى أرقى،هو إقصاء لمن يكدّر صفو الحياة ويملؤها بالتّفاهات... ولأنكم لستم في قائمة حثل قهوتي أقول لكم:"صباح الخير"...
__________________________[[ ليلى كافي/تونس]]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق