............
مبارك البحري
..................
الحسد ألم حارقٌ
حَمْدًا لِمَنْ أَمَرَنَا بِالاِسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ لقوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في القرآن الكريم ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )
وَصَلاَةً وَسَلاَمًا عَلَى مَنْ أَخْبَرَنَا بِحَالِ الْحَسَدِ، وَأَنَّ التَّجَابُبَ ينْفِيْهِ، وَالسَّلاَمَ يَبْعَثُ عَلَى التَّجَابُبِ، فَيَصِيْرُ السَّلاَمُ إِذَا نَافِيا له
وَصَلاَةً وَسَلاَمًا عَلَى مَنْ أَخْبَرَنَا بِحَالِ الْحَسَدِ، وَأَنَّ التَّجَابُبَ ينْفِيْهِ، وَالسَّلاَمَ يَبْعَثُ عَلَى التَّجَابُبِ، فَيَصِيْرُ السَّلاَمُ إِذَا نَافِيا له
إِنَّ هَيَّانَ ابْن بَيَّانٍ هُوَ مَنْ كَانَ طَبْعُهُ الْحَسَد مِنْ حَيْثُ يحْسدُ كلّما رَأَى الْخوْرَى فِي أَخِيْهِ. ونَعْلَم مِنْ هَذَا الشَّأْنِ أَنَّ النَّاسَ حَاسِدٌ وَمَحْسُوْدٌ. ولا تكن غَاضِبا عَلَى مَنْ حَسَدَكَ، واصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الْحَسُوْدِ، لِأَنَّ صَبْرَكَ يُقَاتِلُهُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَيْكَ لِلْإِرْشَادِ، وَلِأَنَّ اللَّهَ يُعَاقِبُهُ عَلَى حَسَدِهِ إِيَّاكَ بِعَذَابٍ شَدِيْدٍ
وَأُنَفِّسُ فِي أَنْ أُبَيِّنَ لَكم مَعْنَى الْحَسَد مِنْ حَيْثُ إنّهُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّه بِهِ فِي السَّمَاءِ، حينما حَسَدَ إِبْلِيس سيّدنا آدَم
وَهُوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّه بِهِ فِي الْأَرْضِ، مِنْ حَيْثُ حَسَد قَابِيْل هَابِيْل حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ قِيْلَ عَمّنْ لَمْ يَرْض بِقَضَاءِ اللَّهِ لَمْ يَسْخَطْهُ أَحَدٌ، وَمَنْ قَنَعَ بِعَطَائِهِ لَمْ يَدْخُلْهُ حَسَد، لِأَنَّ الْقَنَاعَةَ خَيْرٌ مِنَ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ بِلاَ فَندٍ، وَيَجْعل الْحَسَدُ صَاحِبَهُ عَلَى أَنْ يَصِيْرَ مَعْرُوْفًا سَيِّئَ الْخُلْقِ مِنْ حَيْثُ يَتَخَلَّقُ بِمَا يغضبُكَ، مع أنّه خُلْقٌ قَبِيْحٌ وَدَنِيْءٌ حَيْثُ يَتَوَجَّهُ نَحْوَ الْأَكْفَاءِ، وَالْأَقَارِبِ، وَيَخْتَصُّ بِالْمُخَالِطِ وَالْمصَاحِبِ وَتَكُوْنُ النَّزَاهَةُ عَنْهُ كَرَمًا، وَالسَّلاَمَةُ مِنْهُ مَغْنَمًا
وَهُوَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّه بِهِ فِي الْأَرْضِ، مِنْ حَيْثُ حَسَد قَابِيْل هَابِيْل حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ قِيْلَ عَمّنْ لَمْ يَرْض بِقَضَاءِ اللَّهِ لَمْ يَسْخَطْهُ أَحَدٌ، وَمَنْ قَنَعَ بِعَطَائِهِ لَمْ يَدْخُلْهُ حَسَد، لِأَنَّ الْقَنَاعَةَ خَيْرٌ مِنَ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ بِلاَ فَندٍ، وَيَجْعل الْحَسَدُ صَاحِبَهُ عَلَى أَنْ يَصِيْرَ مَعْرُوْفًا سَيِّئَ الْخُلْقِ مِنْ حَيْثُ يَتَخَلَّقُ بِمَا يغضبُكَ، مع أنّه خُلْقٌ قَبِيْحٌ وَدَنِيْءٌ حَيْثُ يَتَوَجَّهُ نَحْوَ الْأَكْفَاءِ، وَالْأَقَارِبِ، وَيَخْتَصُّ بِالْمُخَالِطِ وَالْمصَاحِبِ وَتَكُوْنُ النَّزَاهَةُ عَنْهُ كَرَمًا، وَالسَّلاَمَةُ مِنْهُ مَغْنَمًا
أُعْطِيْكَ الدّواء الَّذِي تُعَالِجُ بِهِ الْأَمْرَاض خَاصَة الْحَسَد 💔 وَاعْلَمْ قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، وَذَاكَ الدَّوَاءُ هُوَ، قِرَاءَةُ الْمَعُوْذَتَيْنِ، وَالصَّلاَةُ، عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ، وَذِكْرُ اللَّهِ كُلَّمَا رَأَيْتَ مِنْ نَفْسِكَ أَوْ غَيْركَ شَيْئًا تُحِبُّهُ وَتُرِيْدُهُ، أَوْ شَعرْتَ بأَنَّكَ تَحْسدُ غَيْرَكَ حَتَّى لاَ تَحْسد غَيْركَ دُوْنَ قَصْدٍ مِنْهُ. وَاعْلَمْ أَنَّ نَظْرَةَ إِعْجَابِكَ بِشَيْءٍ هِيَ مِفْتَاحُ الشَّيْطَان لِأَنَّهُ يعْملُ بِزوَالِ النِّعْمَةِ وَلاَغَرْوَ إِذْ بَحَسَبِ فَضْلِ الْإِنْسَانِ وَظُهُوْرِ النِّعْمَةِ عَلَيْهِ يَكُوْنُ حَسَدُ النَّاسِ لَهُ، وَإِنْ كَثُرَ فَضْلُهُ كَثُرَ حُسَّادُهُ، وَإِنْ قَلَّ قَلُّوا لِأَنَّ ظُهُوْرَ الْفَضْلِ يُثِيْرُ الْحَسَدَ، وَحُدُوْثَ النِّعْمَةِ يُضَاعِفُ الْكَمَدَ
وَعجبا لمن يحْسُدُني، وَقد نَسِيَ أَنّ الحسد ألم حارق، وَلم أُبَال بِحَسَدِهِ إِيَّايَ إِذْ لَسْتُ أَوَّلَ مَنْ يحْسدُ فِي الْأَرْضِ. وَقَدْ قَصَّد
وقال الشَّاعِر :::
إِنْ يَحْسُدُوْنِي فَإِنِّي لَسْتُ لاَئِمَهُمْ
قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الْفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا
وَلاَبُدَّ لِلْمَرْءِ مِنْ بَذْلِ جُهْدٍ كَبيرٍ لِيُحَقِّقَ مُبْتَغاهُ، وَلِكَي لاَ يَكُوْنَ رَجْلاً نَفِيْسا يَعْنِي حَاسِدًا عَلَى خَيْرِ أَخِيْهِ، لِأَنَّ الْحَسَدَ إِهَانَةٌ بِالذَّاتِ 🤦♂️🤦♂️
🖌️🖌️ مبارك البحري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق