الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

..............
محمد توفيق ممدوح الرفاعي
..................

شعرة معاوية ووسائط التواصل
محمد توفيق ممدوح الرفاعي
لقد اشتهر معاوية بن أبي سفيان بالدهاء وحسن السياسة والدبلوماسية وايضا اشتُهر بمصطلحه شعرة معاوية التي اصبحت تُشير إلى الدبلوماسيّة الاجتماعية وحت السياسية في واقعنا الحالي فقد كان يردد دائما مقولته : (لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها) الا انها في عصر الاتمته والتكنلوجية تجاوزت حد الدبلوماسية لتصبح حدا وصفة للعلاقة بين الناس في مجتمعاتنا حاليا واصبحت بديلا عن التزاور والعلاقات الاجتماعية وصلة الرحم فاخذ الناس يتبادلون الرسائل المختصرة بكلمة صباح الخير او مساء الخير او تبادل الصور المنشورة على صفحات التواصل الجتماعي / وما اكثرها / على مبدأ قص والصق فترى الصورة او التعبيرات نفسها على الوتس اب والمسنجر في هاتف اي شخص قد ارسلت الى كل من كان اسمه في سجل هاتفه بحجة لاوقت عندي لزيارة الاخرين او مهاتفتهم لانشغالي باعمال هامة والوتس والمسنجر ارخص واوفر على كل حال فالتزاور يحتاج وقتا ومالا وكذلك المكالمات الهاتفية فالنت متوفر ورخيص والمضحك المبكي ان الكثير من الصور تتضمن ادعية ودعوة للتواصل وخاصة الرحم واعادة ما انقطع علما ان الكثير ممن تردهم هذه الصور لم يقراوها انما حولوها مباشرة لمن اسمه مدون في سجل هاتفه وفي نفس الوقت تراه يحمل احدث اجهزة الهاتف واعلاعا سعرا ويقضي اوقاتهالانترنت وساعاته الطوال في المقاهي والمنتزهات او على مواقع الانترنت يبعثر المال هنا وهناك غير مبال بمال او جهد او وقت يضيع منه على مبدأ ابعد عن الهم وغني له على كل حال يبقي اسمه في سجل هاتفه على مبدأ اخر ايضا خليه لوقت عوزه يمكن يلزم او حجة انه على البال وهذا اسمه في سجل الهاتف ،
جميل ان تتنزه او تتجول او تزور كافة انحاء العالم او تنمي موهبتك وتتعرف على امور واشياء ومعارف لم تكن تعرفها عن طريق التكنولوجيا الحديثة التي تجعلك تتجول في انحاء المعمورة وحتى تستطيع ان تخترق المجرات ببضع دقائق او ساعة من الزمن ولكن من الجميل ايضا ان تعود بالزمن الى الوراء قليلا وتتذكر عادات وتقاليد كانت خطوطا حمرا فيما مضى وليس من وقت طويل وهذا التقاليد هي حتى من اصول الديانات التي حضت عليها قد حافظ عليها اباؤنا واجدادنا بكل اصرار واوصلوها الينا ولكننا في زحمة التكنلوجيا تخطيناها وتناسيناها وهي صلة الرحم والتواصل بين الارحام والاقارب والجوار حتى تناسيناها حتى في الاعياد والمناسبات الاجتماعية او الافراح والاتراح وهذا التناسي اصبح حقيقة واصبح في حكم المنسي او المنسق واصبحنا شتاتا متفرقين تاكلنا ايامنا بعد افنينا تاريخنا وافرغنا قيمنا الاجتماعية والاخلاقية من محتواها ، تعالوا نعود من جديد ووليدأ كل واحد منا بنفسه واكيد ستعود الامور الى مجاريها وتصبح هذه التقاليد والقيم عادتنا الجديدة وسوف ننسى حالنا الان لنعود الى حالنا السابق والذي سيصبح حالنا نحن الان لاننا في النهاية لا يستطيع ان يعيش احدنا بعيدا عن الاخرين لاننا اجتماعيين بالفطرة فكما فرقتنا المدنية الحديثة بتكنلوجيتها ستوحدنا اخلاقيتنا الاصيلة
محمد توفيق ممدوح الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق