الخميس، 4 يوليو 2019

……….
ا.د/ محمد موسى
……….



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏سحاب‏‏‏



القصة القصير
أخر مرة تحب يا قلبي
ولأن الحياة حقيقة يعيشها كل منا بحلوها ومُرها ، والذكي منا من يصنع من مرارتها حلاوتها ، فعندما قابلها بطل القصة وصادفها ، وجد نفسه أمام سيدة الوصف الأقل لها أنها جميلة بل وأنيقة في ذاتها ، وذات عينان من النوع الذي يحزن ويفرح في نفس الوقت لمن ينظر لها ، وليست عيوناً زجاجية كأغلب النساء في هذه الأيام ، والتي تعكس برودة مشاعر عندها ، ويزيد من جمال تلك العيون إذا تركت شعرها المنتظم طبيعياً ينزل ويتعدى وسطها ، وتقف أنت أمام سيدة لا خطأ في رسمها ولا جسدها ، تنبهر أنت من كمال جمالها ، وهي تعرف كم هي جميلة لذلك تخفي جمالها ، فالنظارة الداكنه لا تغادر عينها ، ودائماً تضع قبعة لتخفي هي من جمال شعرها ، وتلبس من الثياب ما لا يظهر للأخرين الخافي من تناسق جسمها ، وبطل القصة كان قد عزم من قبل على أن يجلس في مقاعد المتفرجين على الحب ، ويكتفي بأن يكتب عن أيام حب كان قد عاشها ، وتمتعت بالصدق والوفاء من ممن أحبها وعشق في النساء صدق قلبها ، وحبيبتة من الصعب أن يتكرر عنده مثلها ، ويكفي ما عاشه ورأى من روائع حبها ، وفي كل بلاد العالم التي زارها ، لم يفكر في الحب رغم ما رأى من صاحبات القلوب البيضاء ولكنهن غير قلبها ، ومع كل هذا وقف مبهوراً أمامها ، فقد أخذته عيونها وهامً بها وبحسنها ، والأهم بفكرها وبثقافة عقلها ، ولما قامت بينهما صداقة زاد تقديره لها ، وأياماً وأيام كانا يتكلمان معاً يتفقا بعض الوقت وأخرى يختلف مع قولها ، ورغم هذا فكل مرة يزداد إنبهاره بها ، ولما جاء مرة في منطقة الكلام عن الجمال ويقصد جمالها ، قالت: له رغم جمالي الذي أنت به مبهور وتقول سراً يا حسنها ، فإني كرهته ولو كنت أستطيع الخروج من هذا الجسد الجميل لفعلتها ، قال لها أما الجمال فهو نعمه من خالقك وقد رزقكِ وأخريات تبحث وتنفق للوصول لحسنك وهنا نظر لها ، قالت: أصبح عبأً عليَ بعد خروجي من جنة الحب وسحرها ، الكل يحاول أن يقترب من هذه الجميلة ويتمنى الزواج بها ، وأنا أصرخ وأقول وددتُ أن لا يقترب مني أحد ويترك هذه التعيسة وحدها ، وقاطعها بطل القصة وقال لها وكأنك أنا فقد أصبحتُ إنسانٌ لا قلباً يعشق به فأنا فقدته يوم دفنته مع جسدها ، ولن أحب ثانيةً قالها وقالتها وزادت كيف أحب وأنا إمرأة لا قلب لها ، وتعجب بطل القصة أن ترضى حسناء أن تعيش وهي صغيرة بلا قلب باقي حياتها ، ومرة هاتفته ليلاً طويلاً فقالت له كلاماً عن عيونها وشعرها وقدها ، فنام هذه الليلة وفي المنام رأها فقال لها ، أنت جميلة وإذا الإبتسامه تعلو وجهها ، وأقترب منها فإذا شفتاها ترتعشان وكأنها تتوسل له ألا يقترب من حصنها ، ورأى فى عينيها دموعها ، فهي تخاف من أن تستسلم له من طول حرمانها ، فقال لها إهدئي فقد قرر في نفسه وهذا حالها ، ألا يفعل شيئاً هي لا تريده لها ، وأسرع وخرج من حلمه ولم ينتظر وتركها ، وشكر الظروف التى لم تدفعه لأن يقول ويفعل بها ، وإن كانت أمارته بالسوء تقول له أعد الحلم بها ، فلعلها ولعلها ولعلها ، ولكنه قال لابد أن أقاوم عشقها ، وألا أقترب يوماً من حلمها ، فقد تعلم أن ليس من الرجوله أن ترغم أنثى على قولها أو فعلها ، وكل مرة يأتي في عقله ذكرها ، يكتفي بأن يبتسم لأن في الدنيا من هو مثله يعيش على ذكرى أيام عشق إحترم صاحبتها ويعيش على ذكراها ، فهو عشق حورية يوماً ولم ينسى عشقها ، إذن مازال هناك إخلاص لمن سبق وأحب مثلها ، ويكتب قصتها لمن قال يوماً أن زمان الأخلاص قد خلا وانتهى زمانها ، الدنيا مازال يعيش بها ، مخلصين رجال ونساء لا فرق بيهما في نعمه وضعها الله سبحانه وتعالى في قلبي كما وضعها في قلبها.
ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق