الأحد، 16 سبتمبر 2018

.......
عبد الكريم الصوفي 
.....




( حينما نَغرَقُ في الخَضار  )

سَألتها  ... هَل يَشوقُكِ  هذا الخَضارُ ؟

وخصبُ المَزارِعِ  في  الجِوار ؟

ألا يَروقكِ الغُروب  ... وتِلكَ الدُروب ؟

ألا يَشوقكِ  ما بَينَنا ذاكَ الحِوار  ؟

داخِلَ رَيحانَةٍ تُحيطُنا كالسِوار  ... 

والرَوضُ من تَحتِنا  نَضِرُُ  ...  وحَولَنا  الأزهار

والطُيورُ فَوقَنا ...  تُهدي لَنا مَعزوفَةُ  ... قيثار

تَقولُ  يا أيٌُها الأحرار ... فلا نَمَلٌَهُ التِكرار

لا شَيءَ يَمنَعُ أن تُشرِقَ في أعماقِنا شَمسُ النَهار

قالَت : وكَيفَ نُمضي لَيلَنا  ...  ؟

هَل لَيلنا  سِترُُ لَنا  ... بَل تَفضَحُ  سِترَنا الأقمار  ؟

أجَبتها : تِلكَ الزَنابِقُ  من حَولنا  تُحيطُنا  

كَأنٌَها لَنا سِتار  ... بَل أمنَعُ من  جِدار

قالَت  وتَكتُمُ ما بَينَنا ...  و تِلكُمُ الأسرار ؟

أجَبتُها  بِسُؤال  ... هَل تَنطِقُ النَراجِسُ ... أو تَشي الأزهار ؟

تَساءَلَت غادَتي  ...  يُرخي عَلينا  السَوسَنُ ظِلٌَهُ ؟ 

وتَسبَحُ من فَوقِنا  الأقمار  ؟

أجَبتها  ... بَل ويَنظِمُ  لَكِ  القَصائِدَ  ( شَهرَيار )

تَمَدٌَدَت  ... لِجانِبي  والرَياحينُ من حَولنا إسوار

تَبوحُ  لي  بِحُبٌِها ...  وبِما يَملأُ قَلبَها .. يا سَعدَهُ الإنبِهار

فَيُشرِقُ  وَجهَها  كالنَهار... يا لَهُ نَوٌَار

سَألتَها : أما  يَزالُ  قَلبُكِ  بِحُبٌِيَ  يَملَؤُهُ العَمار ؟

وأنٌَني الفارِسُ ...   في زَعمِكِ  ...  المُغوار  ؟

 ولا يُشَقٌُ لي غُبار ؟

تَبَسٌَمَت   ... أرخَت بِرَأسها  على كَتِفي ... 

وأومَأت بِلَحظِها  ... من دونِ أن تَحار 

مَرحى لَهُ الإصرار

وأسبَلَت لي جَفنَها ...  تُريدُ أن تُنهي الحِوار

صُبِغَت كُلٌُ  الزُهورُ ...من حَولَنا  ...  يا لَهُ الإحمِرار 

هَل تَخجَلُ من بَوحِنا  ؟  ...  أم  أنٌَها  مِنٌَا تَغار ؟

لكِنٌَها لَم تَزَل  تَكتُمُ الأسرار

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقيٌَة     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق