الاثنين، 20 أغسطس 2018

.....
بقلم / دكتورة انعام احمد رشيد 
....................



L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout et plein air



بسم الله الرحمن الرحيم
فرحة اليتيم

في يوم من الايام أفاقت الأم من نومها العميق وكانت منزعجة لأن العيد قرب ولم تشتري لأبنتها الوحيدة أي شيئ لأنها تعمل طوال أيام الأسبوع وما تحصل عليه لايكفي إلا لسد الحاجة ودفع الإيجار لأنها عاملة بسيطة والوقت ضيق عندها فكرت كثيرا وقالت في نفسها سأحاول إن شاء الله غداً وأشتري لمنى ملابس العيد ربما أقترض أو أبيع خاتمي. كان زوجها اشتراه لها بيوم الزواج وهي معتزة به.
الأم شابة أرملة في العقد الثلاثين من عمرها والطفلة كانت في الرابعة من عمرها كانت تذهب بها كل يوم الى الحضانة لتواصل هي طريقها للعمل وتعود مساءاً لتاخذها من الحضانة لأنها كانت أرملة وتعيش مع ابنتها الوحيدة كانت شقتها عبارة عن غرفة واحدة ومطبخ صغير ولكنها كانت مرتبة ومليئة بالحب ولعب بسيطة لطفلتها منى لانها كانت تعتبرها كل حياتها
منى كانت طفلة جميلة وذكية جدا كانت تشعر بامها كثير وتواسيها رغم صغر سنها كانت تحضر الحذاء لأمها عندما تتهيأ الأم للخروج وتحاول تعمل لها أساور من الخرز بالروضة وتأتي لتقدمها لها كي تفرح الأم
كانت منى تميل للون البنفسجي الفاتح كانت تتمنى أن يكون كل شيئ عندها بهذا اللون الفستان الحذاء الشرائط التي تربط بها شعرها شرشف السرير وحتى الاساور التي تلبسها كانت بهذا اللون
فكرت الأم بملابس العيد وأي لون تحمل قالت في نفسها سأشتري لها ثوبا ورديا وحذاءا ورديا وأشرطة وردية
ذهبت الأم للعمل وطلبت من الإدارة طلب لقرض مبلغ ولكنه رفض لأن راتبها كان ضعيف وثاني يوم طلبت التفرغ لمدة نصف يوم لشراء حاجيات العيد
ركبت سيارة نقل عامة وذهبت للسوق الذي يبعد نصف ساعة عن شقتها وأول شيئ عملته أنها ذهبت للصائغ وباعت أعز ماتملك خاتمها الذي يحمل أجمل ذكرياتها مع زوجها الحبيب الراحل وبعد أن قبضت المبلغ تجولت بالسوق
هناك وجدت أشكالاً تمنت لو تملك نقوداً وتشتري كل السوق لمنى ولكن العين بصيرة واليد قصيرة اشترت فستاناً وردياً وحذاءاً وردياً وأشرطة وردية وعادت لتأخذ منى من الحضانة لم تخبر الأم منى عن أي شيئ لأنها كانت تريد أن تكون مفاجئة لها.
بعد ان تناولتا عشاؤهما المكون من الخبر والجبن والشاي قررت الأم أن تنام لأنها تنهض مبكرة كي تلحق توصل منى للروضة وبعدها تلتحق بالباض للعمل وقالت لمنى يلة حبيبة ماما للسرير ولكن تعالي الأول نفرش أسناننا رفضت منى الإجابة كررت الام الطلب مرة ثانية وقالت لها لم لاتردي علي ربطت منى يديها على صدرها وقالت لاء ماأنام جلست الأم بجانبها وسألتها بحنان ويدها تربت على شعرها لماذا ياقلبي لاتريدين النوم نظرت منى لأمها بعيون مليئة بالدموع والعتاب وعندما رأت الأم دموع ابنتها على خديها مسحت الدموع بكفها وقالت مابال حبيبتي زعلانة مني اليوم أجابتها وهي غاضبة أنا ماعندي بابا احتضنت الأم ابنتها بعطف وحنان وقالت لها هذا أمر الله ولا أعتراض على أمره أجابتها وإلى متى أبقى بدون بابا. أحتضنتها وقالت لها ألم يكفي ماما تحبك وتشتري لك كل ماتتمنين ياحياتي أجابتها وهي ترمي نفسها بين أحضانها ماما أنا أحبك كثير كثير ولكن كل صديقاتي أبوهم أشترى لهم فستان العيد وأنا ماعندي بابا يشتري ليا فستان العيد وهنا احتضنتها على صدرها وقالت لها روحي أفتحي الدولاب وشوفي ماما شو أشترت لكي اليوم فرحت منى كثيراً ومن شدة فرحتها لفت يديها حول عنق الأم وقبلتها بقوة على خدها وقالت ماما أحبك كثير ياماما ياحلوة وفتحت الدولاب فلم تجد شيئاً بالدولاب فسألت أمها أين الهدية ياماما فقالت لها أنظري أمامك نظرت منى لفستان بلون وردي معلق أمامها قالت لها هذا فستانك ياماما أين فستاني فضحكت الأم وقالت لها لا ياروح ماما هذا لك ففرحت منى ومن فرحتها سحبته بقوة فتمزق قليلا ولكن الأم المسكينة قالت لها ولا يهمك ياعيوني أنا أخيطه لكي فبكت منى لأنها سببت ألما لأمها ومزقت الفستان وهنا قالت لها أمها شوفي الحذاء والشرائط كلها بنفس اللون ياحياتي خافت ان تمسك الحذاء فقالت لأمها تعالي أنتي أخرجي الحذاء لأني أخاف أن يتقطع مني والأشرطة أيضا فضحكت الأم وقالت لها لالا يامناي لاتخافي من شيئ أخذت منى الحذاء فوضعته تحت رأسها وكذلك الأشرطة وبقيت الأم سهرانة لتخيط الفتق الذي حصل للفستان.
وفي الصباح طلبت منى أن تلبس ملابس العيد فقالت لها أمها العيد بعد يومان ياروحي
وبعد يومان وفي صباح العيد كانت منى ترتدي أجمل فستان وشعرت بأنها الأميرة وفرحت كثيراً
عندها رفعت الأم يدها للسماء وقالت اللهم أحمدك وأشكرك إنك أعطيتني وأستطعت أن أسعد أبنتي اليتيمة بيوم العيد ولكي لاتدمع عينها
تحياتي لكم وكل عام والكل بألف خير وسعادة يارب
د. انعام احمد رشيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق