.... عبد الوهاب الجبوري....
مقاطع للقدس
لأنها تطلُ حينا
تُخفي المقلة الأجملْ
لأنها مثل أزمنتي
لملمتْ وجهها
وأغتسلت
بسورة الأرض المقمرة
وهبتها قلبي
لم أسأل
لأنها مطاف دمعتي
وحكاية بسمتي
سرتْ بقلبي
رعشةٌ بيضاء دافئة
بحتُ لعينيها
بأسراري
لم أحفلْ
لأنها قيلولةٌ
بين أسطورتين
وحلمٌ بين زمنين
سأكتب عنها قصائدي
سأرسم لها كل القوافي
أكَوّر من الوجدٍ حجارتي
لن أترجّل
لان ليلها طويل
قيدها ثقيل
بسمتها تسبحُ
في بحر من الرجاء
ونزفُ دمي
مرهونٌ بين التجلّي
والألسن الصمّاء
سآتيها فارساً
لأرهبُ الموتَ
والظلام والصمتَ
لن أرحل
معها أضربُ موعداً
مُوشّى بحزنِ
الشوارعِ والبيلسان
(نبعُ الطهارةِ في عيونها ساكنٌ
وفي رحاب أقصاها
يتربّع الايمان)
اتحرّى عن وعدٍ
تتوهج من حره الأشجان
أصلي التهجد وأطوي الزمان
لأعيش في عينيها
أتخطى البأس
كيف وأنى جاء
لن أترجّل
تزمُّ الجرح
المبعثر في زمن الرحيل
دربها غابة حزن وعرة
(وعصاتها لم ترحمها الأشواك
تهاجر فوق شقوق الأرض المبتلة
لا تَسْلم من لسع الحشرات السامة)
أو وجع الجرح المنكوء
لا تلهث إلا حين يئن الجرح
وحين تنوح الروح
تطوف سماها كبدرٍ سَنيّ
وتطوي الزمان بغير أفول
أسطورةُ صمت.ٍ عميق
تُصارع أمواج الشتات
فلا تغرق
حريرية الدموع ،
حزينة التجلًي
تومض من ساحل المد والجزر
بين بردى والنيلْ
بين دجلة والفرات والخليل
ثغرٌ متبسم يتحدث
عن وعد بصبح جميل
دروبها المكتظة
بالصبر وصدى الصهيل
صارت تعرف
موعد الشوق والنواح
كي تحاصره بقليل
من الدموع
وبقلائد من قصائد
تقطف من حزنها أريجها
والألم المقيم يطوف ،
أوراقها الحزينة
يحرق أكفان روحها
يخلع ليل الرهانات
ويمضي نحو أعماق البوح
وهي حاملة سيفها
وراحلتها وبؤسها
من دون منفى
وشوقٌ يفرّ الى المستحيل
يوما ما
ستصهل خيول فتحها
وأخرجُ من ليل الهجوع
أهزّ رمحا طيعا
(أقلب الصفحات
في سفر الدخول
متكئا على قدسية
الطالع المكتوب
في وضحِ الجبين)
وأمضي لغد يتدثر ناظره
بحكمة الراعي الأمين
تحلق طيور الحب فوقه
تناغي مناسكه
يتبعه النحل ،
يتبعه النخل
رغم حزنها ،
إيلياء
رغم الحدود
رغم القيد الشديد
فقد صبرتْ
على ليل مكابدتها
وإن طالتْ ،
فالشوق لعليائها
فيه بشرٌ وتجديد
رغم القيود
والظلمة الصفيقة
ستبقى شمسهاِ
مشرقة
لا تبالي إنْ توارتْ
كل الشموس إنطفاء
نشرت القصيدة في منتديات الفاخورة الادبية بتاريخ
٢٠١١ وجرى تحديثها في حزيران ٢٠١٨
التعليقات
(*) محمد فريجات:
سلام لاهل بغداد الحبيبة ..
لنفح الطيب في بابل
لجيكور الحزين..
سلاما لسرّ من رأى..
عسى ان يسرّ خاطري فيكما قريبا :
ايليّاْء .... وكربلاء
سلاما لك أخي الحبيب عبدالوهاب ،
كم تأخذني قصائدك ...!
مودتي.
(*) محسن شاهين المناور:
أخي الحبيب أبا محمد
مسائي اليوم جميل وأنا أتنسم عبير دجلة بين حروفك
وسعادتي غامرة إني أول من يشم عطر ياسمين ابداعك
ماأجمل اللقاء بعد طول الغياب . .
ومن هو الأجدر منك ليكتب عنها
أوجزت فأبدعت وملأت القلوب مسرة
تقبل والأسرة تحياتي
(*) ناصر عبدالمجيد الحريري:
ولأنك بكل هذه الروعة أبثك شوقي أيها الحبيب .
اشتقنا لك جداً .
(*) جاد ابو علاء :
الأستاذ عبد الوهاب الجبوري : تحية ود واحترام :
ايلياء المبارك حولها وبغداد وسامراءمن عمقهاالجغرافي المبارك ,وحبل الود والوجد لم ينقطع بينهما يوما ’ وكأن الكل واحد , فحين سقطت بغداد يوما تبعتها القدس بالسقوط , وكذا عندما دنست القدس اليوم , دنست بغداد , القداسة نفسها ,والعدو واحد, والتدنيس نفسه , والدماء المباركة الزكية والهم واحد , ويوم الخلاص واحد , وبانتظار المخلِّصِ عينه .
أخوكم جاااااااد ابو علاء
عبدالوهاب الجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق