بقلم
حيدر الزيدي
حيدر الزيدي
على أهبة الحزن يائس عازف الهور
يغرغُر خصلة الفرح
فتيات الزّقاق يرسبن في نحر الّرثاء
تجرعنّ طحين الاوجاع جمرة نور
أعماق ذاك الغسق سقام راع
فرس الحنين يكبو في قاع
تتثائب الحسرات في الطرقات الحمر
ككاهن الزهرات مصلوب على سور
اوقفي العالم الخسران تحت الظلام
مدّي جناحيك على مراجيح العظام
وليتطفل قلبك بريق اليمامات
و نوّاح السنابل تشعشع فيها الضمأ الاثير
بكائية لهذا المساء من اوراق عاشق
حواشي الذبّول من خمار التعب
أضحكني المشيب وأحزنني جيتار أيتام
وراء تلال الرعاة وئيد صبي النواعير
يضرج زلال العشيات صوت الغزاة
تهيم حدباء في اقتفاء الذكريات
على شفا المغيب تركوا النبي وحيداً
دون عينيه البيضاء لن تتنهد رائقة الخرير
ضئيل ذاك الشعاع يتراى الحلم في زنزانة
يتصفح نخلة مريم على ظهر جواد ضائع
سنعدو نفطم مشيمة الزاجلات عن التحليق
ونكباّء الشّعاب بأسنان الريح تستجير
كاسحات النور تذيب السنا
لحزن النوارس شقي فؤادك
تقّاصر شطر الثّريا فاغرة رقصة السعير
لكن اطفال تجوع ونهر كبده ملح
قوت المناجل في الحصاد الفراغ
تحطب سواد المدن وبياض حقل كسير
منذ الالاف الخريفات صرّاف الاصنام
يمشط ريش الطيور بمذاق القنابل
يتقاضى فواجع القلب وخلوف غرام أسير
حشف ربيعك ياحبيبتي وادي العميان
كل القبلية تقص شعرك
وتلقيك في القليب البعيد باردة الشفاه
روحك العتيقة تسقط مجهولة المصير
مازلت أتأمل عرسك المفجوع
يطوح كالارامل تحت شظف الطواسين
دوحةٌ موؤدة تجثّم نظّارها القبور
لاتمضي خطيئة الصبا خرزة صماء
ليرى الغرباء عنقها الممدود كالشاة الجريحه
كان وحيداً ومضى الى لحده الحسير
تعالوا لهذا الليل يؤرقني ينقشني
على أكتاف الماضي حناء مقروحة السنين
كان وحيدا ًومضى تغسله خلل اليقين
وأنا الغريبه ردائي رواسم مزمور
يستوقدني ضرّم الغابات النحيبه
ترّش شبابها الملسوع على زغرودة الحداد
كلارا أعبري كحل الليل يغطيك
وصلاتك دمنات الحمام في حقل العطور
كلارا جدتها تثسبّح للياسمين كل النّهار
لاتقتلوا قيثارة بغداد كي يستعذب النخل أغانيه
وينثر أيوب فرو جسمه للذئاب وفوهة التنور
أمسحي ضفائرك المخلوطة بالندامه
بثدي يسوع يلقم درب الفراديس سيول فؤادك
صبية تنقب تحت الارائك هلال بيتها المهجور
لم تكن أناشيد النهر ومصابيح البروج
غير موشح من الغسق
يهدر من شفتيها المثلومتين
على سياج الدخان ولوز الصبا المنحور
هناك خسوف أينع في عمر الغزال
فرانت أفواه الرياح تقلقل ضلع البرتقال
ماكانت رشا الاضاحي شميم العنب
الا فرائد طفوله سالت كثلج الفراق الجسور
اماه في مشفى الاجاص نعماء الرّموس
يستفردني ذعر الدار وستائر الشباك
أصغي لحجاب الضّجر في باحة الدار
يرّابي بنود السكون قرب السرير
تطلعي الى أحلاس البيت ومناكب الجدران
الى عندليبنا المفقود وشال راهبة الذكرى
لايليق بهذا الحزن غير جفنينك
ينقر على الطلول زوج من العراء
وخضبُ شفتان سرحة باسل الكآبات
يبلبل مدامة العلقم دونما فتور
ثم أستفاقت قامات العقارب تلامس
غصناً مبهماً زاغ
من ساقية صليبك المكلوم
هي كلارا راحت ذوائب التراب
تدفن زعفران اقمارها البّوار وتبدد
قناطر شهرزاد فيبتلع البركان زهرة الحور
هي أنكسار الزّبور يقطن صفحاته الكلال
المحنط على بوابة الوحشة القفراء
كي ينضج بياض العينين
ثم يسلو الضمأ في ثراقي وسني المحفور
لنترك أرزات الرياحين تضوع بمسك المنون
وعند مساقط الدم تفلج خريفاً
أذياله سفح الحداء يّشمّل الغزلان وشم كفّان
أطلبي من بواّر الشتلات قارب النشور
لايولد في هذه الارض غير الخراب
كان قميص النفاق كواثب الاناجيل
ومهوال القبيلة طبّال زجّال الظلال
كان امام الجماعه حطابّ النخيل
يصفي مصروفه اليومي ويرقد سكير
دون أشجار الارجوان مات عصفور
وسلبوا رفاة عاشقان
كان دفّ البكاء يهش السفرجل
في أعالي الشجن يخلع قلبه نقّاش الامل
كانت حبيبتي البريئة رغبة دعّار زعير
كانت ثياب الزعتر تستوحش كركرات شحرور
تأنس بطفل ضجّت به عواصم الحرمان
وينشغل بالبيوت المباعه
للحاكم المقامر تشبّ جبهته جرم مرير
مثل غصن يميل الى السكاكين
كنت ياحبيبتي تقعي جوّة العجمان
زهرة زرقاء تضاحك غنائم هولاكو
تدعى بلاد الرافدين كلما
هبتّ نسمة للعشاق فيها
أو توضأ ناسك لله أنتحبته تراتيله المفؤوده
ثوت في أمساءه شناعة الاعداء
لاشي هنا الا نيوب المعاول تحفر لحودا للزهور
تملأ جمالها الزهري
حليب الندم وغلال القرّاح
والقبّل المسهودة يرّفرّف شبابها
على نحول الشمس في مرج ضرير
كانت في بلادي الازهار أمرأة
يسقي خصرها المسلوب
جزّار الانوثة عزّار خدها الرضيع
وادي العذابات وينساب
فحيح الاوعاّر على جريان
عمرها القصير
في الطريق الى خيام الموتى
فوانيس تكفكف ضوضاء راهب
تطلع نحو أديم الخراب
يحفر في الريح قبراً للحياة
باخرة الغريب في عرض الصحراء
ناء عن خنجر الرقاب
كنا عاشقان عطشى الزّفاف عند عمّاء غدير ..
——————————-
النجف الاشرف 14-3-2018
النجف الاشرف 14-3-2018
اللوحة / للفنان العالمي المبدع لؤي كيالي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق