الجمعة، 2 فبراير 2018


بقلم
أمجد


أمي
على رُفُوف الذاكِرة رتّبتُ ذكرياتِي وكُنت أنت فقط كٌل ماأملِكُ في أدراجِها ، أعُودُ إليك كُلّما إستبدّ بِيا الحَنِينُ لِلمطر للطُفُولة للبسمة لِكُل شيءٍ أخضرَ يُنعِشُ فِكرِي وحاضِرِي ويسُرُ خاطِرِي أعُودُ إلى هذا الرُكنِ كُلَما أظلمت وطرق طَيفُ الوِحدة والغُربةِ بابِي  وأضاءت أمامِي شُمُوعُ المآسِي وأطل علَيا الواقِعُ بِوجهِهِ العابس الكَئِيب .. أتدري أنِي مُنذُ مُدةٍ صِرتُ كطِفلٍ خائِفٍ أُلاحِقُكِ أينما هبّ نسِيمُ عِطرك وكُلما لمحتُ طيفك أتشبثُ بثَوبك وأحتضِنُ ما تيسر من ومضاتِ لحظاتٍ تُرِكت مُعلقةً على حِبال ذاكِرتِي رغم أعاصِير الزمن القاسي وأُغمضُ عيناي فأشعُرُ براحة وراحة يداك الناعمتان تُلامِسان خدَاي وتمسحان على شَعرِي
 ودائِمًا ما أتمنى لو أنِي لن أفتَحهُما بعد ذلك ، فما عاد في الواقع مايدعُونِي لأراه وكُلُ ما فيه لا يُعجِبُني ولا يعنِينِي ولا أنا أنتمِي إليه وكُلُ لحظةِ يقضة هي بالنِسبة لِي لا تتعدى أن تكُون لحظة تعدٍ على حُرِيتِي وخُصُوصيتِي وحياتِي
ولا أكُونُ فِيها شيءً يُذكر فأنا بالنِسبةِ لِي ولهُم مخلُوقٌ ضعِيفٌ وهُم مُلزمِين بالشفقةِ علَيه
كَم يُؤلِمُنِي جِدًا أن يُذكِرُونِي بإسمِي وأن يُنادُونِي يتِيمًا يا " أُمِي "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق