الخميس، 9 ديسمبر 2021

 ................

فؤاد زاديكى

..............



الفحولة المريضة
بقلم/ فؤاد زاديكى
لعنةٌ أبديّةٌ...
إرثٌ متهالِكٌ في القِدَم...
محصّلةُ تناقضاتٍ مريضةٍ...
فرضتها قيمُ التفوّق
و أفرزتها عقدةُ الشّعور
بنشوة الانتصار المعتوه
و الممزّق على قارعةِ جسدها
المسلوب الإرادة...
و في حنايا مشاعرها المكبّلة
بألفِ قيدٍ و قيد.
إنّها لعنةُ الذكورة
إنّها إفرازاتُ خصوبةِ الرّجولة
جميع هذه مجتمعة
تجثمُ بكلكلها المتثاقل
فوق دِعَة براءتها
و هي تنسلخُ
عن زوايا نفوسِنا المريضة،
المليئة بالرذيلة
لتقومَ بدورها المتفوّق
على خشبةِ التصنّع
مُعَدٌّ لها سيناريو
يتحدّثُ عن آدم الفاعل
وعن حواء المفعول بها.
آدم...آدم...آدم
أنت لستَ المخلوقَ الوحيدَ
آدم...آدم...آدم
أنت لستَ الملكَ المتغطرسَ، مثلما تظنّ
أنت فقط معبّأٌ بشحناتِ الخُيلاء الأجوف
و كبرياء الصّلَف المُجْحِد
كبرياءٌ سعتْ إلى
تجاوزِ الآخر
بدلَ مناظرتِه و محاورتِه.
أمواجُ البحر المتلاطمة
المتسارعة و المتلاحمة
ساقت إلى شطآننا
شراذمَ من طحالبِ البحر
من عمقه المتشرذم
و نفوره المتقزّم
ساقتها إلى فُرجة و مهزلة جديدة.
لن أدافعَ عنها
فهي قويّة بما يكفي
لكونها تملكُ مفتاحَه!
تعرفُ رموزَ طلاسمِه
و تحكم على خزائن ذاكرتِه
الحبلى ببطولات وهميّة
و فتوحات رجولة فارغة
شاءت هذه الطحالب
أن تقلبَ ميزان القوى
أن تفرضَ واقعَ الصّلف
أن تختمَ سجلَّ الكون
بختم ذكورتها الشقيّ.
أيّها ال (آدم) المهووس
أَفِقْ من تراكمات ماضيك الموجع
و صِلْ رحمَ ولادتك
بقرارةِ وجدانك
لتكونَ الولادةُ الجديدةُ
المستحمّة بطمأنينة التواضع
و المعطّرة بعنفوان البساطة!
في محاولة ذاتيّة
للنزولِ عن عرشِ ملكوتك
مستجيباً لصراخ الرفض، و نداء الشكوى.
حاولِ التخلّي عن رموزِ عنجهيتك الحمقاء
لأنّها سترفضُ
الإقرارَ بخلود ملكوتك
و نبذِ جحودِك وجبروتك...
كلّها رموزٌ تشيرُ إلى نهايةِ حقبة
و بداية أخرى
آنَ لك أنْ تتعاطى
مع معطيات الكون الجديدة
إنها خاتمةُ المطاف
و داحرةُ الإجحاف
و مبدعةُ الإنصاف
للقضاءِ على وهمِ فحولة
أقامت بناءها على رملٍ من الأوهام
و فيضٍ من الترّهات
تراكمتْ خلالَ عصورِ التّاريخ
آنَ لها أنْ تبور
آنَ للظلم و الإبادة و الفجور
أنْ يولدَ من جديد
فيستحمّ بعبقِ العطور
و يجرع من بلسم الشعور
إنّه انتصارُ الألق المتحضّر
على الإرث المتكبّر...
الفحولةُ المريضةُ
لا تناسبُ عصرَ الأصحّاء
و لا تنسجمُ مع تطلّعاتِ العقلاء
و هي إنّما بقايا للغة البلهاء
و شظايا لأوهام الأغبياء
و زيف لحضارة السفهاء.
آنَ لفجرِ الضياء
و لشمس البهاء
و لرقة النساء
أن يكونَ البقاء
و يكونَ الانتصار
على الشقاءِ و الأشقياء!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق