الجمعة، 17 ديسمبر 2021

 ..............

فؤاد زاديكى

................



اقتراح لغوي
بقلم/ فؤاد زاديكى
لقد سألت نفسي و لأكثر من مرة هل يمكن لأيّ شخص ليست لديه شهادات عالية في مجال تخصص معين أن يقترح رأياً على جهابذة هذا الاختصاص وأئمته؟ أو يطرح فكرة ما لتكون موضع جدل و نقاش و دراسة؟ أم على هذا الشخص أن يقبل بواقع أنّه محكوم بأوامر و تعليمات و تشريعات لغوية متفق عليها و هي الأخرى صارت من المقدسات التي لا يجب المساس بها؟
مُذْ كنّا في المرحلة الابتدائية و نحن نتعلّم اللغة العربية و قواعدها و نحوها و صرفها و هناك البعض ممّن كان و لهم عشق خاصّ بهذه اللغة فانكبّ عليها دراسة و عمقاً بدافع ذاتيّ هدفه المعرفة و زيادة الثروة اللغوية لديه.
إنّ التعريفات هي هي ذاتها لم تتغيّر و لم تقمْ مجامع اللغة العربية و بحوثُ علمائها بتغييرات جدية في هيكلة بعض المتعارف عليه في هذه اللغة الجميلة. فالأسماء الخمسة هي ذاتها (أبٌ. أخٌ. حمٌ. فو. ذو) و إن أضيف إليها مؤخرًا اسمٌ سادس هو (هَنٌ) لتصبح الأسماء الستة و الأفعال الخمسة بقيت على ما هي عليه و بهذه التسمية, و هذا الأمر لفت انتباهي منذ سنوات و حاولت ألا أتجرأ خوض غمار هكذا معركة قد تؤلب عليّ المختصين و المتخصصين باللغة العربية لكنّي و بدافع اجتهاد شخصي أحببت أن أطرح فكرتي هذه و أتمنى أن تلقى اهتمامًا لدى المتخصصين باللغة العربية و القائمين على شأنها لأسمع آراءهم بهذا الخصوص.
إنّ تعريف هذه الأفعال بهذا الإسم (الأفعال الخمسة) أراه غير دقيق و غير صحيح, و قبل أن أعرض لوجهة نظري أحبّ أن أوضّح ما هي هذه الأفعال الخمسة كما هي عليه اليوم بهذا المفهوم و التعريف.
"الأفعال الخمسة
أولاً : ماهيتها
هي أفعال مضارعة (الأصح أن يُقال فعلٌ وليس أفعل) تُسْتنَدُ إلى ألف الاثنين ، أو إلى واو الجماعة ، أو إلى ياء المخاطبة . مثل :
1- التلميذان يدرسان – للغائبين 2- أنتما تدرسان – للمخاطَبَيْن
3- هم يدرسون – للغائِبيْن 4- أنتم تدرسون – للمخاطَبِيْن
5- أنتِ تدرسين – للمخاطبة
وهذه الأفعال المضارعة مقصورة على الاستعمالات الخمسة السابقة :
اتّصالها بألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة .
ثانياً : خصوصية إعرابها
تُعرب الأفعال الخمسة بالحروف – والتي تُسمى الحركات غير الأصلية أو الفرعية
ففي حالة الرفع تُعرب بثبوت النون في آخرها . مثل :
هما يعملان في الصحافةِ .
أنتما تستعدان للسباقِ .
هم يُحدّدون أهدافَهَم .
أنتم تعرفون واجبَكم .
أنتِ تحبّين النّظامَ .
هما يعملان في الصّحافةِ .
هما : ضمير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يعملان : فعل مضارع مرفوع ، علامته ثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين ضمير مبني في محل رفع فاعل.
في الصّحافة : شبه جملة جار ومجرور ، متعلقان بـِ (يعملان) ."
إذا لاحظنا فإنّها ليست بأفعال خمسة مختلفة بل هو في جميع هذا الحالات فعلٌ واحد من جنسٍ واحد يتغيّر في حال إسناده إلى ضمير الفاعل فهو يرفع بثبوت النون و ينصب و يجزم بحذفها.
مثال: هم يأكلون: مرفوع بثبوت النون
لم يأكلوا: هو مجزوم بحذف النون
لنْ يأكلوا: هو منصوب بحذف النون
و إني أقترح أن يتمّ تصحيح التّسمية من (الأفعال الخمسة) إلى "حالات الفعل الخمسة", و هي المعروفة بإسناد الفعل إلى ألف الإثنين للمذكر (يفعلان) و ألف المخاطبة المؤنثة للمثنى (تفعلان) و ياء المؤنثة المخاطبة للمفرد (تفعلين) و واو الجماعة الغائب (يفعلون) و واو الجماعة المخاطب (تفعلون)
و علمت أنّ بعض علماء اللغة هم أيضًا أبدوا ملاحظاتٍ حول هذا الموضوع و اقترحوا تسميتها ب(الأمثلة الخمسة) على أيّة حال فإنّ تسمية الأفعال الخمسة لا أعتقد أنّها دقيقة في التعريف و متى تمّ الاتفاق على صيغة جديدة فمن الواجب أن يتمّ إضافتها للمناهج الدراسية الجديدة بحيث يُستبعَد التّعريف الحالي لها.

هناك تعليق واحد: